تَمَّ استخدامُ بَصَمَاتِ الأَصَابِعِ لِتَحْدِيدِ هُويَّةِ النَّاسِ لِفَتْرَةٍ طَويِلَةٍ (وَحَتَّى الآن)، لَكِنْ مِنَ المُمكِنِ تَزوِيرُها من خلالِ نَسْخِها. وَبِالمِثلِ، كَانَتْ بَصْمَةُ العَينِ مَصْدَرًا مَوثُوقًا بِهِ لِتَحدِيدِ الهُويَّةِ إِلى أَنْ تَمَكَّنَ شَخْصٌ مَا مِن استخدام العَدَسَاتِ الَّلاصِقَةِ لِتَغييرِ النَّتائِجِ. يُمْكِنُ التَّغَلَّبُ عَلى اسْتخدامِ القِيَاسَاتِ الحَيَوِيَّةِ (العُضْوِيَّةِ) لِتَحديدِ الأَشْخَاصِ. إِذنْ مَا الَّذي يُمْكَنُ اعْتِبَارُهُ خَاصِّيَةُ تَعريِفٍ فَريدةِ؟ اتَّضَحَ بِأَنَّ أَنْمَاطَ الأَوعِيَةِ الدَّمَوِيَّةِ لِكُلِّ شَخْصٍ هِي فَريدَةٌ وَيَكادُ مِنَ المُسْتَحيلِ تَزويِرُها. تُعَدُّ خَريطَةُ أَوعِيَتِكَ الدَّمَوِيَّةِ فَريدَةً مِن نَوعِها، وهذا يَجْعَلُكَ مُميَّزًا عَنْ أَيِّ شَخْصٍ آخر عَلى هَذا الكَوْكَبِ.
يَجِبُ أَنْ يَدْفَعَنا التَّفْكِيرُ فِي تَعْقِيداتِ الجَّسَدِ البَشَرِيِّ الهَائِلَةِ إِلى التَّعَبُّدِ وَالشُّعورِ بِالتَّعَجُّبِ وَالاندِهَاشِ مِنَ الخَالِقِ الَّذي صَنَعَنا. يُذَكِّرُنا دَاود بِأَنَّنا قَد امتزنا عَجَبًا (أَي أنَّنا مَخْلوقون بِشَكْلٍ رَائِعٍ وَمُذْهِلٍ يَجْعَلُنا فِي رَهْبَةٍ) (المَزمور 139: 14)، وَهَذا بِالتَّأكِيدِ يَسْتَحِقُّ الاحتفالَ. وَيُذَكِّرُنا المَزمور 111: 2 قَائِلًا: ”عَظِيمَةٌ هِيَ أَعْمَالُ الرَّبِّ. مَطْلُوبَةٌ لِكُلِّ الْمَسْرُورِينَ بِهَا“.
الأَكثرُ جَدَارَةٍ بِانْتِبَاهِنا هو اللهُ الخَالِقُ نَفْسُهُ. فَلْنَحْتَفِل بِهِ وَنَحنُ نَحْتَفِلُ بِأَعْمَالِهِ العَظِيمَةِ. رُغْمَ أَنَّ أَعْمَالَهُ عَظِيمَةٌ لَكِنَّه أَعْظَمُ مِنها، وهذا دَفَعَ كَاتِبُ المَزْمُورِ لِأَنْ يُصَلِّي قَائِلًا: ”عَظِيمٌ أَنْتَ وَصَانِعٌ عَجَائِبَ. أَنْتَ اللهُ وَحْدَكَ“ (86: 10).
فَلْنَندَهِش وَنَنذَهِلْ وَنَتَعَجَّبْ اليومَ مِن عَظَمَةِ شَخِصِ اللهِ بَينما نُفَكِّرُ وَنَتَأَمَّلُ فِي عَظَمَةِ أَعْمَالِهِ.
– بيل كرودر