سَأَلَ ضَابِطُ شُرْطَةٍ فِي أَتْلانتا سَائِقَةَ سَيَّارَةٍ عَمَّا إِذا كَانَتْ تَعْلَمُ سَبَبَ إِيقَافِهِ لَها. فَرَدَّتْ وَهي فِي حَيرَةٍ: ”لَيْسَتْ لَدَيَّ أَيُّ فِكْرَةٍ!“. فَقَالَ لَها الضَّابِطُ بِلُطْفٍ: ”لَقد كُنْتِ تُرسلين لي رَسَائِلَ نَصِّيَّةً أَثْنَاءَ القِيادَةِ“. فَاعْتَرَضَتْ قَائِلَةً وَهِي تُقَدِّمُ هَاتِفَها الخلويَّ كَدَليلٍ: ”لَا، لَا! إِنَّه بَريدٌ إلكترونِيٌّ“.

إِنَّ استخدامَ الهَاتِفِ الخلويِّ لإِرسالِ بَريدٍ إلكترونِيٍّ لَا يُمْكِنُ استخدامُه كَثَغْرَةٍ فِي القَانُونِ الَّذي يُحَظِّرُ إِرْسَالَ الرَّسَائِلِالنَّصِّيَّةِ أَثناءَ القِيادَةِ! لِأَنَّ الهَدَفَ مِنَ القَانونِ لَيس مَنْعُ الرَّسائِلِ النَّصِّيةِ، بل مَنعُ أَيِّ تَشْتِيتٍ أَثْنَاءَ القِيادَةِ.

اتَّهَمَ يَسوعُ القَادَةَ الدِّينِيِّين فِي أَيَّامِهِ بِصِنعِ ثَغَرَاتٍ أَسوأ بِكَثيرٍ. قَالَ لَهم وَهو يَقْتَبِسُ وَصِيَّةَ ”أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ“: ”حَسَنًا! رَفَضْتُمْ وَصِيَّةَ اللهِ لِتَحْفَظُوا تَقْلِيدَكُمْ!“ (مُرقس 7: 9- 10). فَقد كَانَ هَؤلاءُ القَادَةُ الأَثرياءُ يُهملونَ عَائِلاتِهم وَيَتَجَاهلونَها تَحتَ عَباءَةِ التَّكريسِ الدِّينيِّ المُنَافِقِ. وَبِبَساطَةٍ أَعْلَنوا بِأَنَّ أَموالَهم مُكَرَّسَةٌ للهِ، وَبِالتَّالي لَا دَاعي لِمُسَاعَدَةِ أُمَّهاتِهم وَآبائِهم فِي شَيخُوخَتِهم. أَصابَ يَسوعُ لُبَّ المُشْكِلَةِ بِسُرْعَةٍ وَقَالَ: ”(لَقد أَبْطَلتم) كَلاَمَ اللهِ بِتَقْلِيدِكُمُ“ (عدد 13). إِذ كَانوا لَا يُكرمونَ اللهِ وَيُهينونَ وَالديهم.

يُمْكِنُ لِتَبريرِي العَقْلَانِيَّ أَنْ يَكونَ مَاكِرًا وَمُضَلِّلًا. وَبِوَاسِطَتِهِ نَتَجَنَّبُ المَسئولِيَّاتِ، وَنُفَسِّرُ السُّلوكَ الأَنَانِيَّ، وَنَرْفُضُ وَصايا اللهِ المُبَاشَرَةِ. إِن كَانَ ذَلِكَ يَصِفُ سُلُوكَنا، فَنَحنُ نَخْدَعُ أَنْفُسَنا. يُقَدِّمُ يَسوعُ لَنا الفُرْصَةَ لِتَغيير مِيولِنا الأَنَانِيَّةِ بِإِرشادِ الرُّوحِ وَالذَّهابِ وَراءَ وَصايا أَبيهِ الصَّالِحَةِ.

– تِيم جوستافسون