كَانَتْ مَشَاعِري مُضَّطرِبَةٌ وَمُتَدَاخِلَةٌ مِنْ حُزْنٍ وَشُعورٍ بِالذَّنْبِ وَالغَضَبِ وَالارتباكِ، وَقُلْتُ لِنَفْسي: ”لِمَ لَا يُمْكِنُني التَّوَقُفُ عَنِ التَّفْكِير فِي الأَمرِ؟“
اتَّخَذَتُ مٍنذُ سَنَواتٍ مَضَتْ قَرارًا مُؤلِمًا بِقَطعِ رُبطِ عَلاقَتي بِشَخْصِيَّةٍ مُقَرَّبَةٍ مِني، وَذَلِكَ بَعدمَا قَابَلتْ مُحَاوَلاتي لِتَغييرِ سُلوكِها المُؤذي بِشِدَّةٍ بِالرَّفْضِ وَالإِنكارِ. اليومُ بَعْدَما سَمِعْتُ بِأَنَّها فِي زِيارَةٍ للبَلْدَةِ عَادَ ذِهني إِلى التَّفكِير فيها وَفِي المَاضي.
سَمِعْتُ أُغْنِيَةً فِي المِذياعِ وَأَنا أَجِدُ صُعُوبَةً فِي السَّيطَرَةِ عَلى أَفكاري وَتَهدِئتِها. لَمْ تُعَبِّرْ الأُغْنِيَةُ عَنْ أَلَمِ الشُّعورِ بالخِيانَةِ فَحَسبٍ، بل أَيْضًا عَنِ التَّوقِ العَميقِ إلى الشِّفَاءِ وإلى لِمْسِ تَغَيُّرٍ فِي الشَّخْصِ الَّذي تَسَبَّبَ فِي الأَذَى. مَلأَتْ الدُّموعُ عَينايَ وَأَنَا مُسْتَغْرِقَةٌ فِي سَماعِ الأُغْنِيَةِ المُؤرِّقَةِ الَّتي عَبَّرَتْ عَنْ أَشْواقي العَمِيقَةِ.
كَتَبَ بُولس فِي رِسَالَةِ رومية 12: 9 ”اَلْمَحَبَّةُ فَلْتَكُنْ بِلاَ رِيَاءٍ“ وَهو تَذْكيرٌ لنا بِأَنَّ لَيسَ كُلُّ مَا يَظْهَرُ عَلى أَنَّهُ مَحَبَّةٌ هو مُخْلِصٌ وَحَقيقيٌ. إِنَّ أَعْمَقَ أَشَواقِ قُلوبِنا هو مَعْرِفَةُ )وَاخْتِبَارُ( المَحَبَّةِ الحَقيقِيَّةِ، المَحَبَّةُ غَيرِ الأَنَانِيَّةِ أَو المُسْتَغِلَّةِ، لَكِنْ العَطَوفَةِ المُضَحِّيَّةِ. المَحَبَّةُ لَيستْ احتياجًا يَدْفَعَهُ الخَوفُ أَو الرَّغْبَةُ فِي السَّيطَرَةِ، بَلْ هِي التزامُ فَرِحٍ بِخَيرِ بَعضِنا البَعضِ.
الإِنجيلُ هو الأَخبارُ السَّارَّةُ. يُمْكِنُنا أَخيرًا بِسَبَبِ يَسوع مَعْرِفَةُ وَمُشَارَكَةُ مَحَبَّةٍ يُمْكِنُنا الوثوقُ بِها، مَحَبَّةٍ لَنْ تُؤذينا أَبَدًا ()1: 10). إِنَّ العَيشَ فِي مَحَبَّتِهِ يَجْعَلُنا أَحْرَارًا.
– مُونيكا لا روز