دَخَلْتُ إِلى قَاعَةِ الكَنِيسَةِ مُرْتَدِيَةً نَظَّارَتِي الجَّديدَةِ وَعِنْدَما جَلَسْتُ لَمَحْتُ صَدِيقَةً عَلى الجَّانِبِ الآخَرِ مِنَ القَاعَةِ. بَدَتْ قَرِيبَةً وَوَاضِحَةً جِدًّا عِنْدَمَا لَوَّحَتْ لَها. شَعَرْتُ وَكَأَنَّهُ يُمْكِنُني مَدُّ يَدي وَلَمْسُها رُغْمَ أَنَّها كَانَتْ عَلى بُعْدِ عِدَّةِ يَارداتٍ (أَمْتَارٍ) مِنِّي. عِنْدَما تَحَدَّثْنا فِي وَقْتٍ لَاحِقٍ بَعْدَ الخِدْمَةِ، أَدْرِكَتُ بِأَنَّها كَانَتْ تَجْلِسُ عَلى نَفْسِ المَقْعَدِ الَّذي كَانَتْ تَجْلِسُ عَلَيهِ دَائِمًا. لقَد اسْتَطِعْتُ رُؤْيَتُها بِشَكْلٍ أَفْضَلٍ بِسَبَبِ عَدَسَاتِ نَظَارَتي الَّتي حَسَبَ الكَشْفِ الجَّديدِ لِحَالَةِ بَصَري.

تَكَلَّمَ اللهُ مِنْ خِلالِ النَّبِيِّ إِشْعِياء وَهُوَ يَعْلَمُ بِأَنَّ الإِسْرَائِيلِيِّينَ المَسْبِيِّينَ فِي بَابِل بِحَاجَةٍ إِلى وَصْفَةٍ جَديدَةٍ (كَشْفٍ جَديدٍ لِحَالَتِهم) – إِلى رُؤْيَةٍ جَديدَةٍ. قَالَ لَهم: ”هأَنَذَا صَانِعٌ أَمْرًا جَدِيدًا … أَجْعَلُ فِي الْبَرِّيَّةِ طَرِيقًا، فِي الْقَفْرِ أَنْهَارًا“ (إِشْعياء 43: 19). تَضَمَّنَتْ رِسَالَتُهُ المَلِيئَةُ بِالأَمَلِ تَذْكِيرًا بِأَنَّهُ خَالَقُهم وَفَادِيهم وَسَيكونُ مَعَهم، حَيثُ قَالَ لَهم: أَنْتَم لِي (عدد 1).

يُمْكِنُ لِلرُّوحِ القُدُسِ إِمْدَادُكَ بِرُؤيَةٍ أَفَضلَ لِتَتْرُكَ القَديمَ خَلْفَكَ وَتَبْحَثَ عَنِ الجَّديدِ فِي كُلِّ مَا تُوَاجِهُهُ اليوم. تَظْهَرُ تِلْكَ الرُّؤْيَةُ الجَّديدَةُ بِمَحَبَّةِ اللهِ (عدد 4) فِي كُلِّ مَكَانٍ حَوْلَكَ. يُمْكِنُكَ رُؤيَةُ مَا يَفْعَلُهُ وَسَطَ أَلَمِكَ وَقُيودِكِ؟ فَلْنَضَعْ نَظَّارَتَنا الرُّوحِيَّةَ الجَّديدَةَ لِنَرَى الأُمورَ الجَّديدَةَ الَّتي يَفْعَلها اللهُ حَتَّى فِي أَوْقَاتِ البَرِّيَّةِ الَّتي نَمُرُّ بِها.

– كاتارا باتون