تَمَتَّعَ الشَّاعِرُ وَالرَّسَّامُ وَالطَّبَّاعُ (يَعْمَلُ بِالطِّبَاعَةِ) بِعَلَاقَةٍ زَوجِيَّةٍ مَعَ زَوجَتِهِ كَاثرين دَامَتْ خَمْسَةً وَأَرْبَعينَ عَامًا. عَمِلا مَعَ بَعْضِهِما جَنْبًا إِلى جَنْبٍ مِنْ يَومٍ زَفَافِهِما حَتَّى وَفَاتَهُ عَامَ 1827. أَضَافَتْ كَاثْرين أَلْوَانًا إِلى رُسومَاتِهِ (التَّخْطِيطِيَّةِ) وَتَحَمَّلَ تَفَانِيهُما سَنَوَاتٍ مِنَ الفَقْرِ وَالتَّحَدِّيَاتِ الأُخْرَى. حَتَّى فِي أَيَّامِهِ الأَخِيرَةِ عِنْدَما تَدَهْوَرَتْ صِحَّتُهُ، اسْتَمَرَّ بِليك فِي فَنِّهِ وَكَانَتْ آخِرُ رُسومَاتِهِ هِي وَجْهُ زَوجَتِهِ. وَبَعْدَ أَرْبَعِ سَنَواتٍ مِنْ وَفَاتِهِ، تُوفِيَتْ كَاثْرين وَهِي مُمْسِكَةٌ بِأَحَّدِ أَقْلامِ زَوجِها فِي يَدِها.
يَعْكُسُ حُبُّ بِليك المَحَبَّةَ المَوصُوفَةَ فِي سِفْرِ نَشِيدِ الأَنْشَادِ. عَلى الرَّغْمِ مِنْ أَنَّ وَصْفَ نَشِيدِ الأَنْشَادِ لِلْحُبِّ لَهُ تَأْثيراتٌ عَلى الزَّواجِ (وَيَتَكَلَّمُ عَنْهُ)، إِلَّا أَنَّ المُؤْمِنينَ الأَوائِلَ بِيَسوع اعْتَقَدوا أَنَّهُ يُشيرُ أَيْضًا إِلى مَحَبَّةِ يَسوع الهَائِلَةِ لِأَتْبَاعِهِ (مَحَبَّةٌ لَا يُمْكِنُ إِطْفَاءُ نَارِها). يَصِفُ سِفْرُ النَّشِيدِ المَحَبَّةَ قَائِلًا: ”الْمَحَبَّةُ قَوِيَّةٌ كَالْمَوْتِ“ وَهُوَ تَشْبيهٌ رَائِعٌ لِأَنَّ المَوْتَ وَاقِعٌ حَقِيقِيٌّ لَا مَفَرَّ مِنْهُ سَيَخْتَبِرَهُ البَشَرُ (عدد 6). عَلى عَكْسِ النِّيرانِ الَّتي نَعْرِفُها فَإِنَّ لَهِيبَ الحُبِّ لَا يُمْكِنُ إِطْفَاؤُهُ وَلَا حَتَّى بِوَاسِطَةِ فَيَضَانٍ. يَقُولُ نَشِيدُ الأَنْشَادِ مُؤَكِّدًا: ”مِيَاهٌ كَثِيرَةٌ لاَ تَسْتَطِيعُ أَنْ تُطْفِئَ الْمَحَبَّةَ، وَالسُّيُولُ لاَ تَغْمُرُهَا“ (عدد 7).
مَنْ مِنَّا لَا يَرْغَبُ فِي الحُصولِ عَلى الحُبِّ الحَقِيقِيِّ؟ يُذَكِّرُنا نَشيدُ الأَنْشَادِ بِأَنَّنا حِينَ نُقَابِلُ حُبًّا حَقِيقيًّا، يَكُونُ اللهُ هُوَ مَصْدَرُهُ المُطْلَقُ. وَيُمْكِنُ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنَّا أَنْ يَخْتَبِرَ الحُبَّ العَميقَ الَّذي لَا يَموتُ فِي يَسوع، حُبًّا مُلْتَهِبًا كَلَهِيبِ النَّارِ.
– وِين كولير