كَانَ كَارسون رَجُلًا مَشْغُولًا دَائِمًا، فَقَدْ كَانَ يَذْهَبُ لِلصَّيدِ البَرِّيِّ وَصَيدِ السَّمَكِ وَرُكوبِ دَرَّجَاتِ الأَرَاضِي الوَعِرَةِ النَّارِيَّةِ وَالتَّزَلُّج ِبِأَلْواحِ التَّزَلُّجِ. لَقَدْ أَحَبَّ كُلَّ الأُمورِ الَّتي تُمَارَسُ فِي الهَواءِ الطَّلْقِ. لَكِنَّهُ أُصِيبَ فِي حَادِثِ دَرَّاجَةٍ نَارِيَّةٍ وَأصْبَحَ مَشْلُولًا مِنْ أَسْفَلِ الصَّدْرِ. ثُمَّ سُرْعَانَ مَا غَرِقَ فِي الاكْتئابِ إِذْ لَمْ يَرَ أَيَّ أَمَلٍ لِلمُسْتَقْبَلِ. ثُمَّ فِي أَحَّدِ الأَيَّامِ أَخَذَهُ بَعْضُ أَصْدِقَائِهِ للصَّيدِ مَرَّةً أُخْرَى. نَسِيَ لِبُرْهَةٍ إِصَابَتَهُ وَهُوَ يَسْتَمْتِعُ بِجَمَالِ الطَّبِيعَةِ مِنْ حَولِهِ. جَلَبَتْ لَهُ هَذِهِ التَّجْرِبَةُ شِفَاءً دَاخِليًا وأَلْهَمَتْهُ بِهَدَفٍ جَديدٍ لِحَيَاتِهِ وَهُوَ تقْديمُ نَفْسِ التَّجْرِبَةِ لِلآخرين الَّذين يُعَانونَ مِثْلَهُ مِنْ خِلالِ مُنَظَّمَةٍ غَيرِ هَادِفَةٍ لِلرِّبْحِ اسْمُها اصِّطَدْ لِتُشْفَى. قَالَ إِنَّ الحَادِثَ الَّذي تَعَرَّضَ لَهُ هُوَ ”نِعْمَةٌ مُقَنَّعَةٌ … وَالآنَ أَنَا قَادِرٌ عَلى رَدِّ الجَّميلِ، وَهُو مَا كُنْتُ أَرْغَبُ فِيهِ دَائِمًا. أَنَا سَعِيدٌ“. إِنَّهُ مُتَحَمِّسٌ لِتَوفِيرِ مَكَانٍ لِلأَشْخَاصِ الَّذينَ يُعَانُونَ مِنْ إِعَاقَاتٍ جَسَدِيَّةٍ شَديدةٍ تَعُوقُ حَرَكَتِهم وَأَيضًا لِمُقَدِّمِيِّ الرِّعَايَةِ لَهم لِلحُصولِ عَلى الشِّفَاءِ.
تَنَبَّأَ النَّبِيُّ إِشْعياء بِمَجِيءِ مَنْ يَشْفِي الانْكِسَارِ (إِشعياء). سَيَأْتِي ”(ليعْصِبَ) مُنْكَسِرِي الْقَلْبِ، … (ليعَزِّيَ) كُلَّ النَّائِحِينَ.“ (العَدَدَان 1- 2). قَالَ يَسوعُ بَعْدَمَا قَرَأَ ذَلِكَ النَّصَّ فِي المَجْمَعِ ”الْيَوْمَ قَدْ تَمَّ هَذَا الْمَكْتُوبُ فِي مَسَامِعِكُمْ“ (لُوقَا 4: 21). جَاءَ يَسوعُ لِيُخَلِّصَنَا وَيَجْعَلَنَا أَصِحَّاءً وَكَامِلين.
هَلْ تَحْتَاجُ إِلى شِفَاءٍ دَاخِلِيٍّ؟ تَعَالَ إِلى يَسوع وَهُوَ سَيُعْطِيكَ ”رِدَاءَ تَسْبِيحٍ عِوَضًا عَنِ الرُّوحِ الْيَائِسَةِ“ (إِشعياء 61: 3).
– آنْ سِيتاس