بَيْنَما كَانَتْ أُسْرَتُنَا فِي العَزْلِ الصِّحِّيِّ بِسَبَبِ وَبَاءِ (كُوفِيد-19) العَالَمِيِّ، قُمْنَا بِعَمَلِ مَشْروعٍ طَموحٍ: وَهُوَ تَركِيبُ البَازِل (لَوْحَةٌ مُقَطَّعَةٌ إِلى أَجْزَاءٍ صَغِيرَةٍ يَجِبُ وَضْعُ كُلِّ جُزْءٍ فِيها بِمَكَانِهِ الصَّحيحِ) كَانَتْ الَّلوحَةُ مُكَوَّنَةٌ مِنْ ثَمَانِيَةِ عَشَر أَلْفَ قِطْعَةٍ! شَعَرْنَا بِأَنَّنا لَا نُحَقِّقُ أَيَّ تَقَدُّمٍ مَلْمُوسٍ بِالرَّغْمِ مِنْ أَنَّنا كُنَّا نَعْمَلُ عَليها يَوْمِيًا تقريبًا. احْتَفَلْنَا بَعْدَ خَمْسَةِ أَشْهُرٍ مِنَ البَدْءِ فِيها بِوَضْعِ القِطْعَةِ الأَخِيرَةِ مِنْ قِطَعِ البَازْلِ فِي الَّلوحَةِ الَّتي يَبْلُغُ عَرْضُها وَطُولُها تِسْعَةَ أَقْدَامٍ وَسِتَّةَ أَقْدَامٍ (2,7 و 1,8 مِتْرَا تَقْرِيبًا) وَكَانَتْ قَدْ غَطَّت أَرْضِيَّةَ غُرْفَةِ الطَّعَامِ لَدَيْنَا.

فِي بَعْضِ الأَحْيَانِ تَبْدو حَياتِي كَلَوحَةٍ عُمْلاقَةٍ مِنْ قِطَعِ البَازِلِ، الكَثيرُ مِنَ القِطَعِ فِي مَكَانِها الصَّحِيحِ لَكِنْ لَا تَزالُ قِطَعٌ كثيرَةٌ مِنها مَرْمِيَّةٌ فِي كَومَةٍ عَلى الأَرْضِ. وَرُغْمَ أَنَّني أَعْرِفُ بِأَنَّ اللهَ يَعْمَلُ عَلى تَغْيِيري لِكي أَكونَ أَكْثرَ فَأَكْثَرَ مُشَابِهًا لِيَسوع، إِلَّا أَنَّه فِي بَعْضِ الأَحيانِ تَصْعَبُ رُؤيَةُ أَيِّ تَقَدُّمٍ كَبيرٍ.

أَشْعُرُ بِتَعْزِيَةٍ كَبيرَةٍ فِي تَشْجِيعِ بُولس بِرِسَالَتِهِ إِلى أَهْلِ فِيلِبِّي عِنْدَما قَالَ إِنَّهُ يُصَلِّي مِنْ أَجْلِهم بِفَرَحٍ بِسَبَبِ العَمَلِ الجَّيِّدِ الَّذي يَقُومونَ بِهِ (1: 3- 4). لَكِنَّ هَذِهِ الثِّقَةِ لَمْ تَأْتِ مِنْ ثِقَتِهِ فِي قُدُرَاتِهم بَلْ مِنْ ثِقَتِهِ فِي اللهِ، مُؤْمِنًا بِأَنَّ ”الَّذِي ابْتَدَأَ (فِيهُمْ) عَمَلًا صَالِحًا يُكَمِّلُ إِلَى يَوْمِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ“ (عَدَدُ 6).

لَقَدْ وَعَدَ اللهُ بِإِكْمَالِ عَمَلِهِ فِينا. كَلَوْحُةِ البَازِل، قَدْ تَكُونُ هُنَاكَ أَجْزَاءٌ مِنْ حَيَاتِنا لَا تَزَالُ فِي حَاجَةٍ إِلى انْتِبَاهِنا، وَهُنَاكَ أَوْقَاتٌ لَا يَبدُو فِيها أَنَّنا نُحْرِزُ تَقَدُّمًا كَبيرًا. إِلَّا أَنَّهُ يُمْكِنُ لَنا الوُثُوقُ بِأَنَّ إِلَهَنا الأَمِينَ لَا يَزَالُ يَجْمَعُ القِطَعَ معًا.

– لِيزا إم. سمره