سَأَلَتْ أَمٌ شَابَّةٌ وَصَلَتْ إِلى كَنِيسَتِنا مَعَ طِفْلِين: ”هَلْ انْتَهَتْ الكَنيسَةُ (الخِدْمَةُ وَالعِبَادَةُ)؟“ فِي نَفْسِ الوَقْتِ الَّذي كَانَتْ فِيهِ خِدْمَةُ يَومِ الأَحَدِ عَلى وَشَكِ الانْتِهاءِ. لَكِنَّ أَحَدَ المُسْتَقْبِلينَ قَالَ لَها إِنَّ كَنِيسَةً قَرِيبةً تُقَدِّمُ فَتْرَتَيِّ عِبَادَةٍ (خِدْمَةٍ) فِي يَومِ الأَحَدِ، وَالفَتْرَةُ الثَّانِيَةُ سَتَبْدَأُ بَعْدَ وَقْتٍ قَصِيرٍ. هَلْ تَوَدِّي الذِّهَابَ إِلَيها؟ قَالَتْ الأُمُّ الشَّابَّةُ نَعَم، وَبَدَتْ مُمْتَنَّةً لِقَطْعِ المَسَافَةِ إِلى تِلْكَ الكَنِيسَةِ. وَصَلَ الشَّخْصُ الَّذي اسْتَقْبَلَها (فِي الكَنِيسَةِ الأُولى) بَعْدَ تَفْكِيرٍ إِلى هَذِهِ النَّتِيجَةِ: ”هَلْ الكَنِيسَةُ (العِبَادَةُ وَالخِدْمَةُ) تَنْتَهي؟ لَا. إِنَّ كَنِيسَةَ اللهِ مُسْتَمِرَّةٌ لِلأَبَدِ“.
إِنَّ الكَنيسةَ لَيْسَتْ مُجَرَّدَ مَبْنَى هَشٍّ. إِنَّها عَائِلَةُ اللهِ الأَمِينَةِ المُخْلِصَةِ كَمَا كَتَبَ بُولُسُ: ”رَعِيَّةٌ … وَأَهْلِ بَيْتِ اللهِ، مَبْنِيِّينَ عَلَى أَسَاسِ الرُّسُلِ وَالأَنْبِيَاءِ، وَيَسُوعُ الْمَسِيحُ نَفْسُهُ حَجَرُ الزَّاوِيَةِ، الَّذِي فِيهِ كُلُّ الْبِنَاءِ مُرَكَّبًا مَعًا، يَنْمُو هَيْكَلًا مُقَدَّسًا فِي الرَّبِّ. الَّذِي فِيهِ أَنْتُمْ أَيْضًا مَبْنِيُّونَ مَعًا، مَسْكَنًا للهِ فِي الرُّوحِ“.
أَسَّسَ يَسوعُ بِنَفْسِهِ كَنِيسَتَهِ لِلأَبَدِ. وَأَعْلَنَ عَنْ أَنَّهُ رُغْمَ كُلِّ التَّحدياتِ أَو المُشْكلاتِ الَّتي تُوَاجِهُ كَنِيستَهُ إِلَّا أَنَّ ”أَبْوَابُ الْجَحِيمِ لَنْ تَقْوَى عَلَيْهَا“ (مَتَّى 16: 18).
يُمْكِنُنا مِنْ خِلالِ ذَلِكَ المَفْهومِ رُؤْيَةُ كَنَائِسِنا المَحلِّيَةِ وَجَميعُنا كَجُزءٍ مِنْ كَنِيسَةِ اللهِ العَالَمِيَّةِ المَبنِيَّةِ ”فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ إِلَى جَمِيعِ أَجْيَالِ دَهْرِ الدُّهُورِ“ (أُفسس 3: 21).
– بَاتريشيا رايبون