تَقَدَّمَتْ لَاتِريس إِلى الأَمَامِ بِدَعْوَةٍ مِنَ القَسِّ فِي نِهَايَةِ خِدْمَةِ العِبَادَةِ فِي الكَنِيسَةِ. عِنْدَما دُعيَتْ لِتَحِيَّةِ الحُضورِ لَا أَحَّدٌ كَانَ مُسْتَعِدًا لِتَلَقِّي الكَلِمَاتِ القَوِيَّةِ الرَّائِعَةِ الَّتي قَالَتْها. كَانَتْ قَدْ انْتَقَلَتْ مِنْ وِلَايَةِ كَنْتَاكي حَيثُ أَودَتْ الأَعَاصِيرُ المُدَمِّرَةُ بِحَيَاةِ سَبْعَةٍ مِنْ أَفْرَادِ عَائِلَتِها. قَالَتْ: ”لَا يَزَالُ يُمْكِنُني الابْتِسَامُ لِأَنَّ اللهَ مَعِي“. عَلى الرَّغْمِ مِنْ جِرَاحِها بِسَبَبِ مَا حَدَثَ، إِلَّا أَنَّ شَهَادَتِها كَانَتْ قَوِيَّةً وَمُشَجِّعَةً لِأُولَئِكَ الَّلذَّينَ يُواجِهونَ التَّحَدِّيَاتِ (وَالمَصَاعِبِ وَالآلامِ وَالخَسَائِرِ).
كَلِمَاتُ دَاود الَتي تُشيرُ إلى مُعَانَاةِ يَسوع فِي المَزْمورِ 22، هِي كَلِمَاتُ رَجُلٍ مُصَابٍ مُتَأَلِّمٍ شَعَرَ بِأَنَّ اللهَ قَدْ تَخَلَّى عَنْهُ (عَدَدُ 1)، وَشَعَرَ بِاحْتِقَارِ الآخرين وَاسْتِهْزَائِهم بِهِ (الأَعْدَادُ 6- 8)، وَبِأَنَّهُ مَحَاطٌ بِالوُحوشِ (العَدَدَان 12- 13)، وَبِأَنَّهُ ضَعيفٌ وَمُسْتَنْزَفٌ (الأَعْدادُ 14- 18)، لَكِنَّهُ لَمْ يَكُنْ بَلا رَجاءٍ. ”أَمَّا أَنْتَ يَا رَبُّ، فَلاَ تَبْعُدْ. يَا قُوَّتِي، أَسْرِعْ إِلَى نُصْرَتِي“ (عَدَدُ 19). إِنَّ التَّحَدِّيَ الَّذي تُوَاجِهُه الآن حَقِيقِيٌّ تَمَامًا عَلى الرَّغْمِ مِنْ أَنَّه عَلىَ الأَرجْحِ قَد لاَ يَكون مِثْلَ التَّحَدِّياتِ الَّتي وَاجَهَها دَاود أَو لَاتريس. وَكَلماتُ العَدَدِ 24 لَها نَفْسُ المَعْنَى بِالنِّسْبَةِ لَكَ: ”(الرَّبُّ الإِلَهُ) لَمْ يَحْتَقِرْ وَلَمْ يُرْذِلْ مَسْكَنَةَ الْمِسْكِينِ، وَلَمْ يَحْجُبْ وَجْهَهُ عَنْهُ، بَلْ عِنْدَ صُرَاخِهِ إِلَيْهِ اسْتَمَعَ“ (عَدَدُ 22). فَلْنُعْلِنْ صَلاحَ اللهِ عِنْدَمَا نَخْتَبِرُ مَعُونَتِهِ كَيما يَسْمَعَ الآخرونَ عَنْهُ (عَدَدُ 22).
– آرثر جاكسون