بَعْدَمَا دَخَلْتُ حُجْرَةَ العَزْلِ الأُنْبوبِيَّةِ المَائِيَّةِ، كَانَ جَسَدي يَطْفُو فَوقَ المَاءِ في الحُجْرَةِ بِشَكْلٍ مُريحٍ، وَتَمَّ إِطْفَاءُ النُّورِ وَإِيَقافُ صَوْتِ المُوسِيقَى الهَادِئَةِ فِي الغُرْفَةِ. كُنْتُ قَدْ قَرَأْتُ أَنَّ حُجَرِ العَزْلِ هِي حُجَرٌ عِلاجِيَّةٌ تُوَفِّر لِلْمَريضِ التَّخَلُّصَ مِنَ التَّوَتُّرِ وَالقَلَقِ. وَلَكِنَّها لَمْ تَكُنْ مِثْلُ أَيِّ عِلاجٍ سَبَقَ وَاخْتَبَرْتُه مِنْ قَبْل. فَقَدْ شَعَرْتُ بِأَنَّ فَوضَى وَتَشْويشَ العَالَمِ قَدْ تَوَقَّفا، وَكَانَ بِإِمْكَانِي سَمَاعُ صَوتِ أَفْكَاري العَميقَةِ بِوُضوحٍ. غَادَرْتُ المَكَانَ وَأَنَا أَشْعُرُ بِالتَّوازُنِ وَالتَّجَدُّدِ، وَتَمَّ تَذْكِيري بِأَنَّ هُنَاكَ قُوَّةً فِي السُّكونِ (وَالتَّوَقُّفِ عَنْ أَيِّ أَمْرٍ).
يُمْكِنُنا أَنْ نَرْتَاحَ فِي هُدوءٍ وَاسْتِرْخَاءٍ أَكْبَرَ فِي سَكَيِنَةِ مَحْضَرِ الرَّبِّ الَّذي يُجَدِّدُ قِوانا وَيَمْنَحُنا الحِكْمَةَ الَّتي نَحْتَاجُها لِمُوَاجَهَةِ التَّحَدِّياتِ الَّتي نُقَابِلُها كُلَّ يَومٍ. عِنْدَمَا نُسَكِّنُ نُفُوسَنَا ونُهَدِّأُ الضَّوضَاءَ المُحِيطَةَ بِنا وَنُزِيلَ كُلَّ مَا يُشَتِّتُ الانْتِبَاهَ فِي حَيَاتِنا، يُقَوِّينا الرَّبُّ كَيْمَا نَتَمَكَّنَ مِنْ سَمَاعِ صَوْتِهِ الَّلطيفِ بِشَكْلٍ أَكْثَر وُضُوحًا (المَزمور 37: 7).
فِي حِينِ أَنَّ حُجُرَاتِ العَزْلِ الأُنْبوبِيَّةِ المَائِيَّةِ هِي بِالتَّأْكِيدِ إِحدى أَشْكَالِ السُّكونِ (أَنْ يَطْفُو الإِنْسَانُ في دَاخِلِها بِهُدوءٍ)، إِلَّا أَنَّ اللهَ يُقَدِّمُ لَنا طَرِيقَةً أَبْسط لِقَضَاءٍ الوَقْتِ مَعَهُ دُونَ مُقَاطَعَاتٍ. قَالَ يَسوعُ: ”أَمَّا أَنْتَ فَمَتَى صَلَّيْتَ فَادْخُلْ إِلَى مِخْدَعِكَ وَأَغْلِقْ بَابَكَ، وَصَلِّ إِلَى أَبِيكَ الَّذِي فِي الْخَفَاءِ“ (مَتَّى 6: 6). سَيُرْشِدُ اللهُ خَطَواتِنا وَسَيَسْمَحُ لِبِرِّهِ بِأَنْ يُشْرِقَ وَيَتَأَلَّقَ مِن خِلالِنا عِنْدَما نَسْعَى وَنَطْلُبُ الإِجَابَاتِ لِتَحَدِّيَاتِ الحَياةِ فِي سُكُونِ مَحْضَرِهِ الرَّائِعِ (المَزمور 37: 5- 6).
– كيميا لودر