كَانَ جِزْءٌ مِنْ وَظِيفَتي كَعُضوٍ فِي فَريقِ قِيَادَةِ إِحْدَى الخَدَمَاتِ المَحَلِّيَّةِ، هُو دَعْوَةُ الآخرين لِيَنْضَمُّوا إِلَينا كَقَادَةٍ لِمَجْموعَاتِ مُنَاقَشَةٍ. كَانَ فِي دَعَواتِي وَصْفٌ لِلوَقْتِ المَطْلوبِ الالْتِزَامِ فِيهِ، كَذَلِكَ كَانَ فِيهِ وَضْعُ وَاسْتِعْرَاضُ الطُّرُقِ الَّتي يَحْتَاجُها القَادَةُ لِلتَّفَاعُلِ مَعَ المُشَارِكين فِي المَجْمُوعَاتِ الصَّغِيرَةِ الخَاصَّةِ بِالمُنَاقَشَةِ، سَوَاءٌ فِي الاجْتِمَاعَاتِ أَو خِلالَ المُكَالَمَاتِ الهَاتِفِيَّةِ الاعْتِيَادِيَّةِ. غَالِبًا مَا أَكونُ مُتَرَدِّدًا فِي فَرْضِ تِلْكَ الطُّرُقِ عَلى الآخرين، لِأَنَّني مُدْرِكٌ لِلتَّضْحِيَةِ الَّتي يُقَدِّمُونَها لِيُصْبِحُوا قَادَةً. مَعَ ذَلِكَ كَانَ رَدُّهُم فِي بَعْضِ الأَحْيَانِ يُخْجِلُني وَيَغْمُرُني عِنْدَما يَقُولون: ”سَنَتَشَرَّفُ (بِالْقِيَامِ بِذَلِكَ وَبِتَنْفِيذِ تِلْكَ الطُّرُقِ)“. وَبَدَلًا مِنْ ذِكْرِ الأَسْبَابِ المَشْرُوعَةِ لِلرَّفْضِ يَصِفُونَ امْتِنَانَهم للهِ عَلى كُلِّ مَا فَعَلَهُ فِي حَيَاتِهم وَيُؤَكِّدونَ عَلى أَنَّ مَا فَعَلَهُ اللهُ فِي حَيَاتِهم هُو سَبَبُ حِرْصِهم عَلى رَدِّ الجَّميلِ.
عِنْدَمَا جَاءَ وَقْتُ تَقْدِيمِ المَوارِدِ لِبِنَاءِ هَيْكَلِ اللهِ، كَانَ لَدَى دَاود رَدٌ مُمَاثِلٌ: ”مَنْ أَنَا، وَمَنْ هُوَ شَعْبِي حَتَّى نَسْتَطِيعَ أَنْ نَنْتَدِبَ (وَنُعْطِي بِكَرَمٍ) هَكَذَا“ (أَخْبَارُ الأَيَّامِ الأَوَّلِ 29: 14). كَانَ كَرَمُ دَاود فِي العَطَاءِ مَدْفُوعًا بِالامْتِنَانِ للهِ لِمُشَارَكَتِهِ فِي حَيَاتِهِ وَحَيَاةِ شَعْبِهِ. وَكَانَ رَدُّهُ يُعَبِّرُ عَنْ تَوَاضُعِهِ وَاعْتِرَافِهِ بِصَلاحِ الرَّبِّ تِجَاهِهم، هُم الغُرَبَاءُ وَالنُّزَلَاءُ مِثْلُ آبَائِهم (عَدَدُ 15).
يَعِكِسُ عَطَاؤنَا لِعَمَلِ اللهِ سَواءٌ بِوَقْتِنا أَو مَوَاهِبِنا أَو أَموالِنا، امْتِنَانًا للهِ الَّذي بَادَرَنَا بِالعَطَاءِ أَوَّلًا، فَكُلُ مَا لَدَينا هُو مِنْ يَدِهِ (عَدَدُ 14)، وَرَدًّا عَلى عَطَايَاهُ لَنا يُمْكِنُنا أَنْ نُقَدِّمَ مِمَّا أَعْطَاهُ لَنا بِامْتِنَانٍ لَهُ.
– كيرستن هولمبرج