دَارَ هَذَانِ السُّؤَلانِ فِي ذِهْنِي كَزَوجٍ وَأَبٍ عِنْدَمَا كُنْتُ أُصَارِعُ مَعَ تَشْخِيصٍ خَطِيرٍ بِإِصَابَتي بِالسَّرَطَانِ: ”لِمَاذا يَحْدُثُ هَذا يَا إِلَهي؟ هَلْ هَذِهِ حَقًّا خِطَّتِكَ لِحَياتي؟“ فِي هَذا الْوَقْتِ كَانَتْ أُسْرَتُنا تَخْدُمُ مَعَ فَريقِ للإِرْسَالِياتِ وَكَانَ الْكَثيرُ مِنَ الْأَطفالِ قَدْ قَبِلوا يَسوع كَمُخَلِّصٍ لَهم. لَقَدْ أَعْطَى اللهِ ثَمَرًا وَاضِحًا لِهَذِهِ الْخِدْمَةِ. لِذَا كَانَ هُنَاكَ الْكَثيرُ مِنَ الْفَرَحِ. وَالآنَ هَذا الْمَرَضِ يَحْدُثُ؟
مِنَ الْمُحْتَمَلِ أَنَّ أَسْتِير قَدْ طَرَحَتْ أَسْئِلَةً وَقَدَّمْتَ صَلَواتٍ إِلى اللهِ بَعْدَما أُخِذَتْ مِنْ بَيْتٍ مُحِبٍّ وَدُفِعَتْ إِلى عَالَمٍ جَديدٍ غَريبٍ (أَسْتِير 2: 8). كَانَ ابْنُ عَمَّها مَرْدَخَاي قَدْ قَامَ بِتَرْبِيَتِها كَابْنَةٍ لَهُ بَعْدَما أَصْبَحَتْ يَتيمَةً (عَدَدُ 7). لَكِنْ بَعْدَ ذَلِكَ وُضِعَتْ فِي بَيْتِ الْمَلِكِ مَعَ حَارِسِ النِّسَاءِ وَفِي النِّهايَةِ أَصْبَحَتْ مَلِكَةً (زَوْجَةَ الْمَلِكِ) (عَدَدُ 17). كَانَ مُرْدَخَاي مُهْتَمٌّ وَيَشْعُرُ بِالْقَلَقِ لِمَا كَانَ يَحْدُثُ لِأَسْتِير (عَدَدُ 11). لَكِنْ فِي الْوَقْتِ الْمُعَيِّنِ أَدْرَكَ الاثْنَانُ أَنَّ اللهَ دَعَاها لِتَكون فِي مَكانِ سُلْطَةِ كَبيرةٍ لِوَقْتٍ مِثلِ هَذا (4: 14)- مَكَانٍ يُسَاعِدُ شَعْبَها عَلى الْخَلاصِ مِنْ الْهلاكِ (الْإِصْحَاحانِ 7- 8).
مِنَ الْوَاضِحِ أَنَّ اللهَ قَدْ وَضَعَ أَسْتِير فِي مَكَانٍ غَريبٍ كَجُزْءٍ مِنْ خِطَّتِهِ الْمِثَالِيَّةِ. وَفَعَلَ نَفْسَ الْأَمْرِ مَعي. فَقَدْ كَانَ لِي شَرَفُ الْمُشَارَكَةِ بِإِيماني مَعَ الْعَديدِ مِنَ الْمَرْضَى وَمُقَدِّمِي الرِّعايَةِ وَأَنا أُعَاني فِي مَعْرِكَتي الطَّويلَةِ مَعَ مَرَضِ السَّرَطَانِ. مَا هُو الْمَكَانُ الْغَريبُ الَّذي قَادَكَ اللهُ إِليهِ؟ ثِقْ بِهِ فَهو صَالِحٌ وَكَذَلِكَ خِطَطُهُ (رُومية 11: 33- 36).
– تُوم فالتن