عَلى الرَّغْمِ مِنْ أَنَّ بَاتِريك لَا يَحْمِلُ عَادَةً مَالًا مَعَهُ، إِلَّا أَنَّهُ شَعَرَ بِأَنَّ اللهَ يَقُودَهُ لِوَضْعِ خَمْسِ دُولارَاتٍ فِي جِيبِهِ قَبْلَ مُغَادَرَةِ الْبَيْتِ. وَفِي وَقْتِ الْغَدَاءِ فِي الْمَدْرَسَةِ الَّتي كَانَ يَعْمَلُ فِيها، فَهِمَ كَيفَ أَعَدَّهُ اللهُ لِتَسْدِيدِ احْتِيَاجٍ كَانَ ضَرورِيًّا وَقْتَها. فَقَدْ سَمِعَ وَسَطَ صَخْبِ غُرْفَةِ الطَّعَامِ، هَذِهِ الْكَلِمَاتِ: ”يَحْتَاجُ سْكُوتي (هُو طِفْلٌ فِي احْتِيَاجٍ) خَمْسَ دُولارَاتٍ لِيَضَعَها في حِسَابِهِ كَيْمَا يُمْكِنُهُ الْحُصولُ عَلى طَعَامِ الْغَدَاءِ لِبَاقِي الْأُسْبُوعِ“. تَخَيَّلْ الْمَشَاعِرَ الَّتي شَعَرَ بِها بَاتِريك وَهُو يُقَدِّمُ مَالَهُ لِمُسَاعَدَةِ سكُوتِي!

ذَكَّرَ بُولُسُ فِي رِسَالَتِهِ إِلى تِيطُس، الْمُؤْمِنينَ بِيَسوعَ بِأَنَّهم لَمْ يَخْلُصوا ”بِأَعْمَالٍ فِي بِرّ (عَمِلْوها)“ (3: 5)، وَمَعَ ذَلِكَ يَجِبْ ”أَنْ يُمَارِسُوا أَعْمَالًا حَسَنَةً“ (عَدَدُ 8 وَاقْرَأْ عَدَدَ 14). يُمْكِنُ لِلْعَيْشِ فِي الْعَالَمِ أَنْ يَكُونَ مَمْلُوءًا وَمُزْدَحِمًا لِلْغَايَةِ وَمَحْمُومًا، وَيُمْكِنُ لِلاهْتِمَامِ بِرَفَاهِيَّتِنا أَنْ يَطْغَى عَلَينا. لَكِنْنَا نَحْتَاجُ كَمُؤْمِنين بِيَسوع أَنْ نَكُونَ مُسْتَعِدِّينَ لِأَعْمَالٍ صَالِحَةٍ. وَبَدَلًا مِنَ الانْشِغَالِ بِمَا لَيسَ لَدينا وَبِمَا لَا يُمْكِنُنا فعْلُهُ، عَلَينا التَّفْكِيرَ بِمَا لَدَينا وَبِمَا يُمْكِنُنَا فعْلُهُ بِمَعُونَةِ اللهِ. نَسْتَطِيعُ مِنْ خِلالِ الْقِيامِ بِذَلِكَ مُسَاعَدَة الآخَرين فِي سَدَادِ احْتِيَاجَاتِهم كَيما يُكَرَّمُ وَيُمَجَّدُ اللهَ. ”فَلْيُضِئْ نُورُكُمْ هكَذَا قُدَّامَ النَّاسِ، لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ الْحَسَنَةَ، وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ“ (مَتَى 5: 16).

– آرثر جاكسون