عِنْدَمَا انْضَمَمْتُ إِلى مَجْموعَةٍ مِنْ مُؤَلِّفِيِّ الْكُتُبِ الْمَسِيحِيَّةِ لِلْأَطْفَالِ الَّذينَ يُصَلِونَ مِنْ أَجْلِ بَعْضِهم الْبَعْض وَيُسَاعِدُونَ فِي تَرْويِجِ كُتُبِ بَعْضِهم الْبَعْض بِنَشر كَلِمةً عَنهَا، قَالَ بَعْضُ النَّاسِ إِنَّنَا أَغْبِياءٌ لِأَنَّنا نَعْمَلُ مَعَ مُنَافِسينَ لَنَا. لَكِنَّ مَجْمُوَعِتَنا كَانَتْ مُكَرَّسَةً لِلْقِيَادَةِ بِفِكْرِ الْمَلَكُوتِ وَتَعْزِيزِ الْوِحْدَةِ وَالشَّرِكَةِ وَلَيس الْمُنَافَسَةِ. نَحْنُ نَتَشَارَكُ فِي نَفْسِ الْهَدَفِ الَّذي هُو نَشْرُ الْإِنْجِيلِ، وَنَخْدُمُ نَفْسَ الْمَلِكِ يَسوع. نَحْنُ مَعًا نَصِلُ إِلى عَدَدٍ أَكْبَرٍ مِنَ النَّاسِ بِشَهَادَتِنا لِلْمَسيحِ.
عِنْدَمَا طَلَبَ اللهُ مِنْ مُوسى اخْتِيَارَ سَبْعِينَ شَيْخًا لَهم خِبْرَةٌ فِي الْقِيَادَةِ، قَالَ: ”أَنْزِلَ أَنَا وَأَتَكَلَّمَ مَعَكَ هُنَاكَ، وَآخُذَ مِنَ الرُّوحِ الَّذِي عَلَيْكَ وَأَضَعَ عَلَيْهِمْ، فَيَحْمِلُونَ مَعَكَ ثِقْلَ الشَّعْبِ، فَلاَ تَحْمِلُ أَنْتَ وَحْدَكَ“ (الْعَدَدُ 11: 16- 17). فِي وَقْتٍ لَاحِقٍ رَأَى يَشُوعُ اثْنَينِ مِنَ الشُّيوخِ يَتَنَبَّآنِ، فَطَلَبَ مِنْ مُوسَى أَنْ يَرْدَعْهُما. فَقَالَ لَهُ مُوسَى: ”هَلْ تَغَارُ أَنْتَ لِي؟ يَا لَيْتَ كُلَّ شَعْبِ الرَّبِّ كَانُوا أَنْبِيَاءَ إِذَا جَعَلَ الرَّبُّ رُوحَهُ عَلَيْهِمْ“ (عَدَدُ 29).
فِي كُلِّ وَقْتٍ نُرَكِّزُ فِيهِ عَلى الْمُنَافَسَةِ أَو الْمُقَارَنَةِ الَّتي تُعِيقُنا عَنِ الْعَمَلِ مَعَ الآخَرينِ، يَسْتَطِيعُ الرُّوحُ الْقُدُسُ أَنْ يُمَكِّنُنَا مِنْ تَجَاهُلِ هَذا الْإِغْوَاءِ وَالتَّخَلُّصِ مِنْهُ. عِنْدَمَا نَطْلُبُ مِنْ اللهِ تَغْذِيَةَ وَتَنْمِيَةَ الْقِيَادَةِ بِفِكْرِ الْمَلَكُوتِ فِينا، يَنْشُرُ اللهُ الْإِنْجِيلَ فِي جَميعِ أَنْحَاءِ الْعَالَمِ وَيُخَفِّفُ أَحْمَالَنا عِنْدَمَا نَخْدُمَهُ مَعًا.
– سُوشيل ديكسون