لُطْفٌ أَم انْتِقَامٌ؟ كَانَ إِشْعِيَاءُ قَدْ أُصِيبَ لِلْتَوِّ فِي رَأْسِهِ بِقَذْفَةِ كُرَةِ بِيسبول طَائِشَةٍ خِلالَ مُبَارَاةِ بِيْسبول فِي بُطُولَةِ الدَّوْرِيِّ الصَّغِيرِ الْإِقْلِيمِيَّةِ. وَقَدْ سَقَطَ عَلى الْأَرْضِ وَهُوَ يُمْسِكُ رَأَسَهُ. شُكْرًا لِلْرَبِّ لِأَنَّ خَوْذَتَهُ حَمَتْهُ مِنْ إِصَابَةٍ خَطِيرَةٍ. مَعَ اسْتِئْنَافِ الَّلعِبِ لَاحَظَ إِشْعِياءُ بِأَنَّ الَّلاعِبَ الَّذي أَصَابَهُ بِالْكُرَةِ أَصْبَحَ مُتَرَدِّدًا وَمُتَأَثِّرًا بِسَبَبِ خَطَأِهِ غَيرِ الْمَقْصُودِ فِي رَمْيِ الْكُرَةِ. فِي تِلْكَ الَّلْحَظِةِ قَامَ إِشْعِياءُ بِشَيءٍ غَيرِ عَادِيٍّ لِلْغَايَةِ لِدَرَجَةِ أَنَّ مَقْطَعَ الْفِيديو الْخَاصِّ بِمَا قَامَ بِهِ انْتَشَرَ عَلى نِطَاقٍ وَاسِعٍ. فَقَدْ بَادَرَ بِالذَّهَابِ إِلى رَامِي الْكُرَةِ وَعَانَقَهُ وَتَأَكَّدَ مِنْ أَنْ يُعَرِّفَهُ بِأَنَّهُ بِخَيرٍ (وَبِأَنَّ إِصَابَتَهُ لَيْسَتْ مُؤَثِّرَةً).
اخْتَارَ إِشْعِيَاءُ اللُّطْفَ فِي مَوقِفٍ كَانَ مِنَ الْمُمْكِنَ أَنْ يُؤَدِّي إِلى شِجَارٍ.
فِي الْعَهْدِ الْقَديمِ، نَرىَ عِيسو وَقَدْ اتَّخَذَ خَيارًا مُشَابِهًا، وَإِنْ كَانَ أَكْثَرَ صُعُوبَةٍ بِكَثيرٍ، حَيْثُ تَخَلَّى عَنْ أَيِّ خُطَطٍ كَانَ قَدْ فَكَّرَ بِها لِلانْتِقَامِ مِنْ أَخِيهِ التَّوْأَمِ يَعْقُوب. عِنْدَمَا عَادَ يَعْقُوبُ إِلى مَسْقَطِ رَأْسِهِ بَعْدَ عِشْرِينَ عَامًا قَضَاهَا فِي الْمَنْفَى، اخْتَارَ عِيسو اللُّطْفَ وَالْغُفْرَانَ بَدَلًا مِنَ الانْتِقَامِ بِسَبَبِ الطُّرقِ الَّتي أَخْطَأَ بِها يَعْقُوبُ إِليهِ. قَبِلَ عِيسو اعْتِذَارَ يَعْقُوب وَأَخْبَرَهُ أَنَّهُ بِخَيرٍ (الْأَعْدَادُ 9- 11).
عِنْدَمَا يُظْهِرُ شَخْصٌ مَا النَّدَمَ عَلى أَخْطَائِهِ الَّتي ارْتَكَبَهَا ضِدَّنَا، فَإِنَّ لَدَينا خَيارانِ: إِمَّا اللُّطْفَ أَو الانْتِقَامَ. اخْتِيَارُ أَنْ نَعَانِقَ الْآخَرينَ بِلُطْفٍ يَتْبَعُ مِثَالَ يَسوع (رُومية 5: 8) الَّذي هُو طَريقُ الْمُصَالَحَةِ.
– لِيزا إِم. سَمْرَة