مُؤَخَّرًا أَثَارَتْ جَدَّتَانُ مِنْ وِلايَةِ تِكْساس ضَجَّةً إِعْلامِيَّةً بَعْدَ إِكْمَالِهما لِرِحْلَةٍ حَولَ الْعَالَمِ فِي ثَمَانِين يَومًا وَهُمَا فِي عُمر الواحدِ وَالثَّمانِين عامًا. سَافَرَتْ الصَّديقتَانُ الَّلتانُ يَبْلُغُ عُمرُ صَدَاقَتِهما ثَلاثَةً وَعِشرين عَامًا إِلى كُلِّ الْقَارَّاتِ السَّبْعِ. بَدَأَتَا بِالْقَارَّةِ الْقُطْبيَّةِ الجَّنوبِيَّةِ وَرَقَصتا رَقْصَةَ التَّانْجُو فِي الْأَرْجَنْتِين، وَرَكِبَتا الجِّمَالَ فِي مِصرِ، وَالزَّلاجاتِ فِي الْقُطبِ الشَّمَالِيِّ. وَقَامتا بِزِيَارَةِ 18 دَولة مِنْها زَامْبيا وَالْهِندِ وَالنِّيبال وَبَالي وَالْيَابان وَرُوما وَأَنْهَيَتا رِحْلتَهْما فِي أُستراليا. قَالَ الثُّنائِيُّ إِنَّهما تَأْمَلان بِإلهامِ الْأَجْيالِ القَادِمَةِ لِلاسْتِمْتَاعِ بِالسَّفَرِ حَولَ الْعَالَمِ، بِغَضِّ النَّظَرِ عَنْ أَعْمَارِهم.
نَقْرَأُ فِي سِفْرِ الْخُروجِ عَنْ اثْنَينِ فِي الثَّمَانِيناتِ مِنْ عُمْرِهما، جَنَّدَهُما اللهُ لِيَخُوضا نَوعًا مُخْتَلِفًا مِنْ مُغَامَرَةِ حَيَاتِهما. فَقَدْ دَعا اللهُ مُوسى لِيَذْهَبَ إِلى فِرْعَون وَيُطَالِب بِتَحْرِير شَعْبِ اللهِ مِنَ الْعُبودِيَّةِ. وَأَرْسَلَ أَخَاهُ الْأَكْبَرَ هَارون لِدَعْمِهِ. ”كَانَ مُوسَى ابْنَ ثَمَانِينَ سَنَةً، وَهَارُونُ ابْنَ ثَلاَثٍ وَثَمَانِينَ سَنَةً حِينَ كَلَّمَا فِرْعَوْنَ“ (الْخُروج 7: 7).
قَدْ يَبدو ذَلِكَ الطَّلَبُ شَاقًّا فِي أَيِّ عُمْرٍ، لَكِنَّ اللهَ اخْتَارَ هَذَينِ الأَخَوينِ لِهَذِهِ الْمَهَمَّةِ، وَهُما اتَّبَعا تَعْلِيمَاتِهِ، ”(وَ) دَخَلَ مُوسَى وَهَارُونُ إِلَى فِرْعَوْنَ وَفَعَلاَ هكَذَا كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ“ (عَدَدُ 10).
كَانَ لِمُوسى وَهَارون شَرَفُ وَامْتِيَازُ رُؤْيَةِ اللهِ وَهُو يُخَلِّصُ شَعْبَهُ مِنْ أَكْثَرِ مِنْ أَرْبَعمائَةِ عَامٍ مِنَ الْعُبودِيَّةِ. أَظْهَرَ هَذانِ الرَّجُلانِ أَنَّ الرَّبَّ قَادِرٌ عَلى اسْتِخْدَامِنا فِي أَيِّ عُمْرٍ. سَواءٌ كُنَّا صِغَارًا أَو كِبَارًا، فَلْنَتْبَعَهُ أَيْنَما يَقُودنا.
– نَانسي جَافيلانيس