عِنْدَمَا كُنْتُ مُؤْمِنًا شَابًّا، اعْتَقَدتُ أَنَّ قِمَمَ الاخْتِبَارَاتِ هِي الْأَمَاكِنُ الَّتي سَأَلْتَقِي فِيها بِيَسوع. لَكِنَّ تِلْكَ الْقِمَم نَادِرًا مَا اسْتَمَرَّتْ فِي حَيَاتِي أَو قَادَتْ إِلى نُمُويِّ. تَقُولُ الْكَاتِبَةُ لِينا أَبُو جَمْرَة إِنَّنَا نَلْتَقِي بِالرَّبِّ وَنَنْمو فِي الْأَمَاكِنِ الصَّحْرَاوِيَّةِ، كَتَبَتْ: ”هَدَفُ اللهِ هُو اسْتِخْدَامُ الْأَمَاكِنِ الصَّحْراوِيَّةِ (الْقَاحِلَةِ) فِي حَيَاتِنا لِيَجْعَلَنَا أَقْوَى“ وَتُتَابِعُ قَائِلَةً: ”إِنَّ صَلاحَ اللهِ يُقصَدُ بِهِ أَنْ يُقبَلَ (وَيُثبَتَ وَيُرَى) وَسَطِ آلامِكَ، وَلَا يَتِمُّ إِثْبَاتُهُ بِغِيابِ الْأَلَمِ“.
يُسَاعِدُنَا الرَّبُّ فِي أمَاكِنِ الْحُزْنِ وَالْخَسَارَةِ وَالْأَلَمِ الصَّعْبَةِ، عَلى النُّمُوِّ فِي إِيمَانِنا وَالاقْتِرَابِ مِنْهُ أَكْثَر. كَمَا تَعَلَّمَتْ لِينَا: ”الصَّحْرَاءُ لَيْسَتْ شَيْئًا حَدَثَ سَهْوًا (أَو صُدْفَةً أَوْ بِغَيرِ قَصْدٍ) فِي خِطَّةِ اللهِ، بَلْ هِي جِزْءٌ لَا يَتَجَزَّأُ مِنْ عَمَلِيَّةِ نُمُوِّنَا“.
قَادَ الرَّبُّ الْكَثيرَ مِنْ آبَاءِ الْعَهْدِ الْقَديمِ إِلى الصَّحْرَاءِ. كَانَ لِإِبْرَاهِيم وَإِسْحَق وَيَعْقُوب جَمِيعًا اخْتِبَارَاتٌ فِي الْبَرِّيَّةِ. وَأَعَدَّ الرَّبُّ قَلْبَ مُوسى فِي الصَّحْرَاءِ وَدَعَاهُ لِقِيَادَةِ شَعْبِهِ لِلخُرُوجِ مِنَ الْعُبودِيَّةِ (الْخُروجُ 3: 1- 2، 9- 10). وَفِي الصَّحْرَاءِ (الْقَفْرِ) اعْتَنَى الرَّبُّ بِشَعْبِ إِسْرائِيل وَأَرْشَدَهُم أَثْنَاءَ رِحْلَتِه فِي الْبَرِّيَّةِ أَرْبَعين سَنَةً (التَّثْنِيَةُ 2: 7).
كَانَ الرَّبُّ مَعَ مُوسى وَشَعْبِ إِسْرائيلِ فِي كُلِّ خُطْوَةٍ مِنْ طَريقِهم عَبْرَ الصَّحْرَاءِ، وَهُو مَعَكَ وَمَعِي فِي رِحْلَتِنا. يَلْتَقِي الرَّبُّ بِنَا فِي الصَّحْرَاءِ وَالْبَرِّيَّةِ (الْقَاحِلَةِ) وَهُنَاكَ نَنْمُو.
– أَلِيسون كِيدا