بَدا الْأَمْرُ بِالنِّسْبَةِ لِطَبِيبِ غُرْفَةِ الطَّوَارِئِ جِيسون بِيرسوف فِي المُسْتَشْفَى الْكَبيرِ الْمُخَصَّصِ لِإِنْقَاذِ مَرْضَى كُوفِيد، بِأَنَّ الْوَبَاءَ يَنْتَصِرُ. فَكَّرَ، كَيفَ يُمْكِنُهُ تَقْدِيمُ أَفْضَلِ مَا لَدَيهِ؟ فَكَانَ خِلالَ سَاعَاتِ الرَّاحَةِ يَسْتَرخِي مِنْ خِلَالِ الْتِقَاطِ صُوَرٍ مُكَبَّرَةٍ لِشَيءٍ صَغِيرٍ مِثْلُ رَقَائِقِ الثَّلْجِ. يَقُولُ د. بيرسوف: ”يَبْدُو الْأَمْرُ جُنُونِيًّا، لَكِنَّ الْعُثُورَ عَلى الْفَرَحِ فِي شَيءٍ صَغِيرٍ وَجَمِيلٍ هُوَ فُرْصَةٌ لِلتَّوَاصُلِ مَعَ خَالِقِي وَأَيْضًا لِرُؤيَةِ الْعَالَمِ بِطَرِيقَةٍ لَا يُخَصَّصُ لَها سِوىَ الْقَلِيلِ مِنَ النَّاسِ الْوَقْتَ الْكَافِيَ لِلقِيامِ بِها“.
يَقَولُ الطَّبيبُ إِنَّ الْبَحْثَ بِحِكْمَةٍ عَن هَذِهِ الْمُتْعَةِ لِتَخْفِيفِ التَّوَتُّرِ وَنَيلِ التَّعَافِي السَّريعِ، يُعْتَبَرُ قِيمَةً عَالِيَةً فِي مِهْنَةِ الطِّبِّ. كَمَا وَيُقَدِّمُ نَصِيحَةً مُهِمَّةً لِلجَّميعِ: ”عَلَيكَ أَنْ (تَهْدَأَ) وَتَسْتَرْخِيَ جَيِّدًا. وَأَنْ تَجِدَ طَريقَةً لِالْتِقَاطِ الْأَنْفَاسِ وَالاسْتِمْتَاعِ بِالْحَيَاةِ“.
لَقَدْ عَبَّرَ كَاتِبُ الْمَزَامِيرِ عَنْ ذَلِكَ الْفِكْرِ فِي الْمَزْمُورِ 16، حَيْثُ أَعْلَنَ عَنْ حِكْمَةِ الْعُثورِ عَلى الْفَرَحِ فِي الرَّبِّ، كَتَبَ: ”الرَّبُّ نَصِيبُ قِسْمَتِي وَكَأْسِي … لِذلِكَ فَرِحَ قَلْبِي، وَابْتَهَجَتْ رُوحِي. جَسَدِي أَيْضًا يَسْكُنُ مُطْمَئِنًّا“ (الْعَدَدَان 5، 9).
هُنَاكَ الْعَديدُ مِنَ الْأُمُورِ غَيرِ الْحَكِيمَةِ الَّتي يَفْعَلُها النَّاسُ أَثْنَاءَ مُحَاوَلَتِهم تَخْفِيفَ الضَّغْطِ (عَنْ أَنْفُسِهِم). عَثَرَ الدُّكتور بِيرسوف عَلى الطَّريقِ الْحَكِيمَةِ وَهِي الطَّرِيقُ الَّتي دَلَّتْهُ عَلى الْخَالِقِ الَّذي يُقَدِّمُ لَنَا الْفَرَحَ فِي مَحْضَرِهِ. ”تُعَرِّفُنِي سَبِيلَ الْحَيَاةِ. أَمَامَكَ شِبَعُ سُرُورٍ. فِي يَمِينِكَ نِعَمٌ إِلَى الأَبَدِ“ (عَدَدُ 11). إِنَّنَا نَجِدُ فِيهِ الْفَرَحَ إِلى الْأَبَدِ.
– بَاتْرِيشيا رايبون