بَيْنَمَا كُنْتُ أُشَاهِدُ قُوَّةَ شَلَّالَاتِ نِيَاجْرا الْمُذْهِلَةِ، لَاحَظْتُ أَنَّ سِيَّاحًا آخَرينَ بَدَأُوا فَجْأَةً فِي الْتِقَاطِ الصُّوَرِ. َعِنْدَمَا نَظَرْتُ بِاتِّجَاهِ مَا كَانوا يُصَوِّرُونَهُ رَأَيْتُ ظُهُورَ قَوسِ قُزَحٍ عَبْرَ النَّهْرِ. بَدَا وَكَأَنَّهُ يَبْدَأُ مِنْ عِنْدِ قَاعِدَةِ شَلَّالاتِ هُورسشو وَيَنْتَهِي عِنْدَ قَاعِدَةِ الشَّلَالَاتِ الْأَمْريكِيَّةِ (فِي الجَّانِبِ الْأَمرِيكِيِّ مِنَ الشَّلَّالَاتِ).
فِي الْوَاِقِع، لَا (بِدَايَةَ أَو) نِهَايَةَ لِقَوسِ قُزحٍ، لِأَنَّ قَوسَ قُزح هُوَ دَائِرَةٌ كَامِلَةٌ، رَأَيْتُهُ مَرَّةً وَاحِدَةً مِنْ قَبْلُ كَدَائِرَةٍ، يَومَها كُنْتُ أَنْظُرُ مِنْ نَافِذَةِ طَائِرَةٍ عِنْدَمَا كَانَتْ الشَّمْسُ تُرْسِلُ نُورَهَا فِي الاتِّجَاهِ الصَّحِيحِ وَتَكْشِفُ عَنْ قَوسِ قُزح وَهُوَ عَلى شَكْلٍ دَائِرَةٍ كَامِلَةٍ فَوقَ السَّحَابِ. لَقَدْ جَلَسْتُ مَفْتُونًا بِالْمَشْهَدِ إِلى أَنْ اسْتَدَارَتْ الطَّائِرَةُ وَاخْتَفَتْ الدَّائِرَةُ.
أَعْطْانِي قَوسُ قُزَحٍ هَذا، الْكَثيرَ لِأُفَكِّرَ فِيهِ، وَكَيْفَ أَنَّ الرَّبَّ الْإِلَهَ لَيسَتْ لَهَ بِدَايَةٌ أَو نِهَايَةٌ وَأَنَّهُ يَكْشِفُ لَنا عَنِ وُعُودِهِ أَيْنَما كُنَّا. لَقَدْ وَضَعَ إِلَهُنا الْأَبَدِيُّ الَّذي لَا نِهَايَةَ لَهُ ”(قَوْسَه) فِي السَّحَابِ“ (التَّكْوينُ 9: 13) كَوَعْدٍ بِأَنَّهُ لَنْ ”تَكُونُ أَيْضًا الْمِيَاهُ طُوفَانًا لِتُهْلِكَ كُلَّ ذِي جَسَدٍ“ (عَدَدُ 15). حَتَّى الْيوم مَا يَزَالُ خَالِقُنَا يُشَارِكُنَا نَحْنُ خَلِيقَتُهُ بِذِكْرِهِ لِهذا الْوَعْدِ (الْأَعْدَادُ 13- 16).
يَقُولُ إِشْعياءُ 40: 28: ”إِلهُ الدَّهْرِ الرَّبُّ خَالِقُ أَطْرَافِ الأَرْضِ لاَ يَكِلُّ وَلاَ يَعْيَا. لَيْسَ عَنْ فَهْمِهِ فَحْصٌ“. يَا لَها مِنْ فِكْرَةٍ مُذْهِلَةٍ! سَتَكُونُ لَدَينا الْأَبَدِيَّةُ لِنَتَعَلَّمَ عَنْ إِلَهنا حَافِظِ الْوَعْدِ، وَلَنْ نَصِلَ أَبَدًا إِلى الْعُمْقِ الْكَامِلِ لِفَهْمِهِ.
– برنت هاكت