قَامَتْ امْرَأَةٌ أَثْنَاءَ رِحْلَةِ طَيَرَانٍ اسْتَغْرَقَتْ خَمْسَ سَاعَاتٍ بِنَسْجِ سُتْرَةٍ صُوفِيَّةٍ. وَبَيْنَمَا كَانَتْ تَنْسُجُ وَتَحْبُكُ الْخَيطَ بِإِبْرةِ الْكُروشِّيهِ، لَاحَظَتْ طِفْلًا يَبْلُغُ مِنَ الْعُمْرِ خَمْسَةَ أَشْهُرٍ مَفْتُونًا بِحَرَكَاتِها (وَهِي تَعْمَلُ بِإِبْرَة الْكُروشِّيه). ثُمَ خَطَرَ عَلى بَالِ الْمَرْأَةِ أَنْ تَصْنَعَ قُبَّعَةً لِلطِّفْلِ الصَّغِيرِ الْمُعْجَبِ بِهَا، بَدَلًا مِنْ مُحَاوَلَةِ إِنْهَاءِ السُّتْرَةِ الصُّوفِيَّةِ الَّتي كَانَتْ تَنْسِجُهَا. مَعَ ذَلِكَ كَانَ عَلَيها الانْتِهَاءُ مِنَ الْقُبَّعَةِ خِلالَ السَاعَةِ الْوَحِيدَةِ الْبَاقِيَةِ مِنَ الرِّحْلَةِ! وَعِنْدَمَا قَدَّمَتْ الْقُبَّعَةِ الصَّغِيرَةِ لِأُمِّ الطِّفْلِ، تَقَبَّلَتْهَا كُلُّ الْأُسرَةِ بِفَرَحٍ وَابْتَسَمَ الرُّكَّابُ الآخَرونَ وَصَفَّقُوا (لَها).
غَالِبًا مَا نَسْتَقْبِلُ الْهَدايا الْمُفاجِئَةَ بِفَرَحٍ. سَواءٌ كَانَتْ هَدَايا نَحْتَاجُها أَو نُريدُها بِبَسَاطَةٍ، قَدْ يُظْهِرُ الْعَاطِي لَنا مِنْ خِلالِها، لُطْفَ الْمَسيحِ. كَانَتْ طَابِيثا فِي الْكَنِيسَةِ الْأُولى مَعْرُوفَةً بِصُنْعِ الْمَلابِسِ لِلْأَرَامِلِ وَالْمُحْتَاجِينَ وَ“كَانَتْ مُمْتَلِئَةً أَعْمَالًا صَالِحَةً وَإِحْسَانَاتٍ كَانَتْ تَعْمَلُهَا“ (أَعْمَالُ الرُّسُلِ 9: 36). وَعِنْدَمَا مَاتَتْ عَرَضَتْ الْأَرَامِلُ وَالْمُسْتَفِيدَاتُ مِنْ أَعْمَالِها ”أَقْمِصَةً وَثِيَابًا مِمَّا كَانَتْ تَعْمَلُ غَزَالَةُ وَهِيَ مَعَهُنَّ“ (عَدَدُ 39)، وَشَهِدْنَ عَنْ لُطْفِهَا وَتَأْثِيرِهَا فِي حَيَاتِهِنَّ.
فِي تَحَوُّلٍ دِرَامَاتِيكِيٍّ أَعَادَ بُطْرُسُ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ طَابِيثا إِلى الْحَيَاةِ (عَدَدُ 40). مَلَأَ عَمَلُهُ (بِالرُّوحِ الْقُدُسِ) هَذَا أَحِبَّاءَهَا بِالفَرَحٍ، وَقَادَ كَثيرِينَ لِلْإِيمانِ بِالْمَسيحِ (عَدَدُ 42).
قَدْ تَكُونُ أَعْمَالُنا الطَّيِّبَةُ مِنْ أَكْثَرِ شَهَادَاتِنا الَّتي لَا تُنْسى. فَلْنُشَارِك الآخرين بِبَعْضِ الْهَدَايا الْمُفَاجِئَةِ الْيَومَ، بِمَا يُوَفِّرُهُ لَنا الرَّبُّ.
– كَاتارا باتون