فِي فِيلْمِ الرُّسُومِ الْمُتَحَرِّكَةِ ”قِصَّةُ لُعْبَةٍ“ تَنْبُضُ لُعْبُ أَحَّدِ الْأَطْفَالِ بِالْحَيَاةِ كُلَّمَا غَادَرَ الْغُرْفَةَ أَو نَامَ. إِحْدَى الشَّخْصِيَّاتِ كَانَ حَارِسَ فَضَاءٍ اسْمُهُ ”بَازِ ليت- يير“، يَصِيحُ بِعِبَارَتِهِ الْمُمَيَّزَةِ أَثْنَاءَ طَيَرَانِهِ فِي غُرْفَةِ النَّومِ: ”إِلى مَا لَا نِهايَة وَمَا هُوَ أَبْعَدُ مِنْها!“

إِنَّها عِبَارَةٌ حَيَّرَتْ الْكَثِيرين؛ أَلَيْسَتْ الـ مَا لَا نِهَايَةَ هِي أَقْصَى مَا يُمْكِنُ الْوصولُ إِليهِ؟ إِذَنْ، كَيفَ يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ هُنَاكَ شَيءٌ أَبْعَدُ مِنَ الَّلا نِهَايَةِ؟ يَقْتَرِحُ عَالِمُ الرِّيَاضِيَّاتِ إِيان ستِيوارت أَنَّ مَا هُوَ أَبْعَدُ مِنَ الْـ مَا لَا نِهَايَة هُو مَا لَا نِهاياتٍ أَكْبَرَ وَأَكْبَرَ وَأَكْبَرَ.

يَبْدُو أَنَّ الرَّبَّ يَسوع يَبْذُلُ مِثْلَ ذَلِكَ الجُّهْدِ الْهَائِلِ فِي الْمَغْفِرَةِ. فَعِنْدَمَا سَأَلَ الرَّسُولُ بُطْرُسُ الرَّبَّ يَسوع عَنِ الْغُفْرَانِ لِشَخْصٍ آخَرَ قَائِلًا: ”يَا رَبُّ، كَمْ مَرَّةً يُخْطِئُ إِلَيَّ أَخِي وَأَنَا أَغْفِرُ لَهُ؟ هَلْ إِلَى سَبْعِ مَرَّاتٍ؟“ قَالَ لَهُ (الرَّبُّ) يَسُوعُ: ”لاَ أَقُولُ لَكَ إِلَى سَبْعِ مَرَّاتٍ، بَلْ إِلَى سَبْعِينَ مَرَّةً سَبْعَ مَرَّاتٍ“ (مَتَى 18: 21- 22). اسْتَمَرَّ الرَّبُّ يَسوع وَرَوى مَثَلًا يُقَارِنُ فِيهِ بَيْنَ مَلَكٍ رَحِيمٍ وَعَبْدٍ غَيرِ رَحِيمٍ، وَيُؤَكِّدُ أَنَّه عِنْدَمَا يَندَمُ شَخْصٌ مَا عَلى خَطَأٍ ارْتَكَبَهُ فَلا يُوجَدُ حَدٌّ لِعَدَدِ الْمَرَّاتِ الَّتي يَجِبُ أَنْ نَغْفِرَ فِيها لِلْآخَرين. يَجب عَلَيْنَا أَنْ نَغْفِرَ لِلآخرين كَمَا يَغْفِرُ اللهُ (الآبُ) لَنا (عَدَدُ 33)، مِرَارًّا وَتِكْرَارًّا.

قَدْ يَبْدُو ذَلِكَ مُسْتَحِيلًا بِالنِّسْبَةِ لَنا؛ لِذَا نَحْتَاجُ بِاسْتِمْرَارٍ إِلى طَلَبَ مُسَاعَدَةِ الرَّبِّ؛ يُمْكِنُنَا بِقُوَّتِهِ (بِالرُّوحِ الْقُدُسِ) فَقَطْ أَنْ نَفْعَلَ ذَلِكَ. الْأَشْخَاصُ الْمَغْفُورُ لَهم يَغْفِرونَ لِلآخَرين إِلى مَا لَا نِهَايَةٍ وَمَا هُوَ أَبْعَدُ مِنْهَا!

– إِلِيسَّا مُورجان