فِي عِشْرِينِيَّاتِ الْقَرْنِ التَّاسِعِ عَشَر، كَانَ مُورس ابْنَ قَسٍّ برُوتِسْتَانْتِيٍّ، وَرَسَّامًا مُكَافحًا مُتجولًا يَرْبَحُ عَيْشًا مُتَوَاضِعًا مَنْ رَسمِ الْخَرَائِطِ فِي مُسْتَعْمَرَةٍ أَمْرِيكِيَّةٍ. لَكِنَّ اللهَ (الْآبَ وَالابْنَ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ) قَادَ حَيَاتَهُ فِي اتِّجَاهٍ مُخْتَلِفٍ. فَقَدْ كَانَ لِمُورس اهْتِمَامٌ بِالْعِلْمِ أَيْضًا. وَبَيْنَمَا كَانَ يَتَعَلَّمُ عَنْ الْمَغْنَاطِيسَاتِ الْكَهْرُبَائِيَّةِ، خَطَرَتْ فِي بَالِهِ فِكْرَةٌ سَتُغَيِّرُ الْعَالَمَ. فَفِي عَامَ 1832 انْشَغَلَ صَامْوِيل إِف. بِي. مُورِسْ بِفِكْرَةِ اخْتِرَاعِ تِلِيجْرَافٍ كَهْرُبَائِيٍّ، وَصَنَعَ فِي وَقْتٍ لَاحِقٍ أَوَّلَ تِلِيجْرَافٍ صَالِحٍ لِلْعَمَلِ.

لَعَلَّ أَكْثَرَ قِصَصِ التَّحَوُّلِ الدِّرَامَاتِيكِيِّ الْكِتَابِيَّةِ عَنْ تَغْييرِ الْمَسَارِ هِي قِصَّةُ شَاول الَّذي ”كَانَ لَمْ يَزَلْ يَنْفُثُ تَهَدُّدًا وَقَتْلًا عَلَى تَلاَمِيذِ الرَّبِّ“ الْمُؤْمِنين بِالْمَسيحِ (أَعْمَالُ الرُّسُلِ 9: 1). لَكِنَّ الرَّبَّ يَسوع (يَهْوَشوع) ظَهَرَ لَهُ بِنُورٍ عَظِيمٍ (عَدَدُ 3) وَقَالَ لَهُ: ”شَاوُلُ، شَاوُلُ! لِمَاذَا تَضْطَهِدُنِي؟“ فِي النِّهَايَةِ قِيلَ لِشَاوُل أَنْ يَتَوَقَّفَ لِأَنَّهُ أَصْبَحَ تَحْتَ قِيَادَةٍ جَدِيدَةٍ (عَدَدُ 6). غَيَّرَ شَاوُل مَسَارَهُ وَأَخَذَ مُنْعَطَفًا جَدِيدًا كَامِلًا، وَهُويَّةً جَدِيدَةً فِي الْمَسِيحِ كَرَسُولٍ سَيَنْشُرُ الْإِنْجِيلَ أَيْنَمَا ذَهَبَ.

فِي بَعْضِ الْأَحْيَانِ لَا يَكُونُ مُسْتَقْبَلُنَا هُوَ مَا نَظُنُّهُ. إِذْ يَقُودُنَا اللهُ (الْآبُ وَالابْنُ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ) فِي اتِّجَاهٍ آخَرَ. لَعَلَّ الرَّبَّ يُريدُ دَعْوَتَنا لِنَتُوبَ عَنْ خَطَايَانَا، أَو لَعَلَّهُ يُريدُ مِنَّا عَمَلَ تَغْييرٍ فِي خِدْمَتِنَا أَو مِهْنَتِنَا. عِنْدَمَا يُعِيدُ اللهُ (الْآبُ وَالابْنُ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ) تَوْجِيهَ حَيَاتِنَا، نَفْعَلُ حَسَنًا إِنْ تَوَقَّفْنَا عَمَّا نَفْعَله وَاتَّبَعْنَا أَوَامِرَهُ الجَّدِيدَةَ. وَعِنْدَمَا تَنفَتحُ أَمَامَنا طَريقٌ جَديدَةٌ، قَدْ نُرَدِّدُ صَدَى فَرْحَةِ أَوَّلِ رِسَالَةٍ أَرْسَلَها تِلِيجْرَافُ مُورِس: ”انْظُرْ إِلى مَا فَعَلَهُ اللهُ!“

– كِينيث بيترسن