حَاصَرَ قَطِيعٌ مِنَ الضِّبَاعِ لَبْؤةً وَحِيدَةً. وَعِنْدَمَا قَامَتْ الضِّبَاعُ بِمُهَاجَمَتْهَا وَهيَ تُصْدِرُ أَصْوَاتٍ تُشْبِهُ الضَّحِكَ بِصَوتٍ عَالٍ وَقَاسٍ، زَأَرَتْ وَزَمْجَرَتْ اللَّبُؤَةُ وَقَاوَمَتْ وَعَضَّتْ وَاسْتَخْدَمَتْ مَخَالِبَهَا فِي مُحَاوَلَةٍ يَائِسَةٍ مِنْهَا لِصَدِّ هُجُومِ أَعْدَائِها، حَتَّى سَقَطَتْ فِي النِّهَايَةِ. وَبَيْنَمَا كَانَ الْقَطِيعُ يَقُومُ بِقَتْلِهَا، جَاءَتْ لَبُؤَةٌ أُخْرَى لِإِنْقَاذِهَا وَجَاءَتْ خَلْفَهَا بِثَوَانٍ ثَلاثُ لَبْؤَاتٍ أُخَرْ. وَرُغْمَ تَفَوُّقِ قَطيعِ الضِّبَاعِ الْعَدَدِيِّ إِلَّا أَنَّ اللَّبُؤَاتِ قَاتَلَتْ الضِّبَاعَ حَتَّى تَفَرَّقَتْ وَهَرَبَتْ. ثُمَّ وَقَفَتْ مَعًا تُرَاقِبْنَ الْأُفُقَ كَمَا لَوْ كُنَّ تَتَوَقَّعْنَ هُجُومًا آخَرًا.
الْمُؤْمِنُونَ بِالرَّبِّ يَسوع (يَهْوَشُوع) بِحَاجَةٍ مَاسَّةٍ هُمْ أَيْضًا لِلْحُصُولِ عَلى مُسَاعَدَةِ مِنْ آخَرينِ أيضًا. أَقْوَى مُسَاعَدَةٍ يُمْكِنُنَا تَقْدِيمُها هِي الصَّلَاةُ. كَتَبَ الرَّسُولُ بُولُسُ فِي رِسَالَتِهِ إِلى كَنِيسَةِ رُومَا قَائِلًا: ”أَطْلُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ، بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، وَبِمَحَبَّةِ الرُّوحِ، أَنْ تُجَاهِدُوا مَعِي فِي الصَّلَوَاتِ مِنْ أَجْلِي إِلَى اللهِ“ (رُومْيَة 15: 30). وَقَالَ لَهم صَلُّوا ”لِكَيْ أُنْقَذَ مِنَ الَّذِينَ هُمْ غَيْرُ مُؤْمِنِينَ فِي الْيَهُودِيَّةِ وَلِكَيْ تَكُونَ خِدْمَتِي لأَجْلِ أُورُشَلِيمَ مَقْبُولَةً عِنْدَ الْقِدِّيسِينَ“ (عَدَدُ 31). وَاعْتَرَفَ بِامْتِيَازِ أَنْ يَكُونَ جُزْءًا مِنْ مُجْتَمَعِهم (عَدَدُ 32). وَوَقَفَ مَعَهُم فِي الصَّلَاةِ أَيْضًا مُخْتَتِمًا رِسَالَتَهُ لِهُمْ بِبَرَكَةٍ (قَائلًا): فَلْيَكُنْ ”إِلهُ السَّلاَمِ مَعَكُمْ أَجْمَعِينَ“ (عَدَدُ 33).
سَنُوَاجِهُ وَنَحْنُ نَعِيشُ مِنْ أَجْلِ الرَّبِّ يَسوع (يَهْوَشُوع) خُصُومًا وَأَعْدَاءً فِي الْأَجْواءِ الجَّسَدِيَّةِ وَالرُّوحِيَّةِ. لَكِنَّ الرَّبَّ وَعَدَ بِأَنْ يَكُونَ مَعَنَا وَيُقَاتِلَ مِنْ أَجْلِنَا.
– سُوشيل ديكسون