قُلْتُ لِحَفِيدَتِي الْبَالِغَةِ مِنَ الْعُمْرِ عَشْرَةَ أَسَابِيع: ”أُوه، تَبْدِينَ جَادَّةً لِلْغَايَةِ!“ كَانَتْ حَفِيدَتِي الرَّضِيعَةُ تَنْظُرُ إِليَّ وَهِيَ عَاقِدَةَ الْحَاجِبَينَ وَكَأَنَّها تَدْرُسُ وَجْهِي، بِيْنَمَا أَتَحَدَّثُ إِليها. ثُمَّ تَابَعْتُ قَائِلًا: ”أَنَا سَأَكُونُ جَادًّا أَيْضًا وَأَنَا أَنْظُرُ إِلى هَذَا الْعَالَمِ. لَكِنْ هَلْ تَعْلَمِين؟ مَامَا وَبَابَا وَجَدَّاكِ يُحِبُّونَكِ كثيرًا. وَالْأَهَمُّ مِنْ ذَلِكَ بَلْ الْأَفْضَلُ مِنَ الجَّميعِ، هُوَ أَنَّ الرَّبُّ يَسوع (يَهْوَشُوع) يُحِبُّكِ! وَهَذا يَعْنِي كُلَّ شَيءٍ!“

 

ثُمَّ (فَجْأَةً) حَدَثَ هَذا. ذَهَبَتْ عُبُوسَتُها وَأَضَاءَ جَبِينُها كَشَمْسٍ انْقَشَعَ عَنْهَا السَّحَابُ، وَأَنَارَتْ ابْتِسَامَةٌ وَجْهَهَا الصَّغِيرَ، فَأَذَابَتْ قَلْبِي. كُنْتُ أََوَدُّ كَمُعْظَمِ الجُّدُودِ وَالجَّدَاتِ، تَصْديِقَ أَنَّها فَهِمَتْنِي رُغْمَ أَنَّ هَذا أَمْرٌ مُبَالَغٌ فِيهِ، لَكِنْ لَعَلَّها الْتَقَطَتْ بَعْضَ الْفَرَحِ الْكَامِنِ وَرَاءَ كَلِمَاتِي. جَلَبَ الْفَرَحُ الْبَسِيطُ الْبَرِيءُ الَّذي ظَهَرَ عَلى وَجْهِهَا، إِلى ذِهْنِي كَلِمَاتِ الرَّبِّ يَسوع (يَهْوَشُوع) الَّتي تَقُولُ: إِنَّهُ عَلَينا قُبُولُ ”مَلَكُوتِ اللهِ مِثْلَ وَلَدٍ“ (مُرْقُس 10: 15).

 

قَالَ الرَّبُّ يَسوعُ (يَهْوَشُوع) هَذِهِ الْكَلِمَاتِ عِنْدَمَا ”قَدَّمُوا إِلَيْهِ أَوْلاَدًا لِكَيْ يَلْمِسَهُمْ. وَأَمَّا التَّلاَمِيذُ فَانْتَهَرُوا الَّذِينَ قَدَّمُوهُمْ“ وَهُمْ يَظُنُّونَ أَنَّ الرَّبَّ مَشْغُولٌ جِدًّا أَو أَهَمُّ جِدًّا (مِنْ أَنْ يَلْمِسَ الْأَطْفَالَ). لَكِنَّه لَمَّا رَأَى ذلِكَ اغْتَاظَ (الْعَدَدَانُ 14- 15).

 

الْأَطْفَالُ مُتَوَاضِعُونَ وَمُتَّكِلُونَ بِشَكْلٍ طَبِيعِيٍّ. وَعَلَينَا نَحْنُ أَيْضًا التَّخَلِّيَ عَنِ الْكِبْرِيَاءِ وَالاعْتِرَافَ بِحَاجَتِنَا إِلى اللهِ (الْآبِ) لِنَنَالَ عَطْفَهُ وَرَحْمَتَهُ لَنا فِي الْمَسِيحِ (ابْنِهِ). وَعِنْدَمَا نَفْعَلُ ذَلِكَ، يُبَدِّلُ الرَّبُّ لَنَا يَأْسَ هَذا الْعَالَمِ بِوَعْدِ الْحَياةِ مَعَهُ لِلْأَبَدِ. وَهَذا يَدْعُونَا لِأَنْ نَبْتَسِمَ.

 

– جيمس بانكس