يُشَارِكُ رَاي رِيتْشَارد فِي كِتَابِهِ ”رَجُلُ الشَّرَفِ“، قِصَّةَ تَجَوُّلِهِ فِي إِحدى الْمَقَابرِ حَيْثُ اكْتَشَفَ شَاهِدَ قَبْرٍ لِرَجُلٍ، عَلَيْهِ إِشَادَةٌ طَويلَةٌ. يَصِفُ رِيتْشَاردُ عِبَارَةً رَآها عَلى شَاهِدِ قَبْرِ ابْنِ ذَلِكَ الرَّجُلِ، كَانَتْ أَكْثَرَ لَفْتًا لِلانْتِبَاهِ، الْعِبَارَةُ تَقُولُ: رَجُلٌ ذُو نَزَاهَةٍ لَا شَكٌّ فِيها“. كَتَبَ رِيتْشَارد (تَعْلِيقًا عَلى هَذِهِ الْعِبَارَةِ): ”سِتُّ كَلِمَاتٍ لَخَّصَتْ حَيَاةً بِأَكْمَلِها. أَكْثَرُ مِنْ سِتِّين سَنَةٍ لُخِّصَتْ فِي سِتِّ كَلِمَاتٍ. لَكِنْ يَا لَهَا مِنْ حَقِيقَةٍ تَرْوِيها الْكَلِمَاتُ“.
نَجِدُ فِي الْمَزْمُورِ 15: 1 سُؤَالَينِ يُطرَحَانِ عَنْ مَنْ هُوَ الَّذي ”يَنْزِلُ فِي مَسْكَنِكَ (يَا رَبُّ يَهْوَه وَيَعْبُدُ فِي هَيْكَلِكَ)؟ مَنْ يَسْكُنُ (وَيَدْخُلُ) فِي جَبَلِ قُدْسِكَ؟“ تَتَضَمَّنُ الْإِجَابَةُ أَفْعَالًا تُوَضِّحُ مَا هِي ”الاسْتِقَامَةِ“. تَمَّ التَّعْبِيرُ عَنِ الاسْتِقَامَةِ فِي عِبَارَةِ ”السَّالِكِ بِالْكَمَالِ“ الْمَوجُودَةِ فِي الْعَدَدِ 2: ”السَّالِكُ بِالْكَمَالِ، وَالْعَامِلُ الْحَقَّ، وَالْمُتَكَلِّمُ بِالصِّدْقِ فِي قَلْبِهِ“. السُّؤَالُ فِي (الْعَدَدِ 1) وَالْإِجَابَةُ فِي (الْعَدَدِ 2) يُشِيرانِ إِلى الشَّرِكَةِ مَعَ الرَّبِّ (يَهْوَه). وَيُلَخِّصُ بَاقِي الْمَزْمُورِ بِشَكْلٍ إِيجَابِيٍّ وَسَلْبِيٍّ كَيفَ تَبدُو الْحَياةُ الَّتي تُكَرِّمُ الرَّبَّ (وَمَاذا يَفْعَلُ مَنْ يَنْزِلُ فِي مَسْكَنِهِ، وَمَا الَّذي يَمْتَنِعُ عَنْ فِعْلِهِ).
عِنْدَمَا تَكُونُ لَدَيْنَا شَرَكِةٌ حَمِيمَةٌ مَعَ اللهِ (الْآبِ وَالابْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ)، تَتَجَلَّى هَذِهِ الشَّرِكَةُ فِي حَيَاةٍ تَتَّسِمُ بِالنَّزَاهَةِ خَاصَّةً فِي الْكَيْفِيَّةِ الَّتي نَتَعَامَلُ بِها مَعَ الْآخَرين بِقِيَادَةِ وَمَعُونَةِ الرُّوحِ الْقُدُسِ (اقْرَأْ مَتَّى 22: 34- 40). إِنَّها نَوْعِيَّةُ الْحَيَاةِ الَّتي يُفْتَرَضُ بِنَا أَنْ نَعِيشَها عِنْدَمَا نُؤْمِنُ وَنَتَّبِعُ الرَّبَّ يَسوع (يَهْوَشُوع) الَّذي عَاشَ فِي شَرِكَةٍ كَامِلَةٍ وَمِثَالِيَّةٍ مَعَ أَبِيهِ.
– آرْثِرْ جَاكْسون