تَوَجَّهْتُ إِلى مَكْتَبِ الْخُطُوطِ الجَّوِّيَّةِ لِلدُّخُولِ (إِلى رِحْلَةِ الطَّائِرَةِ) بِاسْتِخْدَامِ رَقَمِ تَأْكِيدِ (الْحَجْزِ) الْمُسَجَّلِ فِي هَاتِفِي الْخَلَوِيِّ. لَكِنِّي وَجَدْتُ أَنَّ هَاتِفِي مَفْقُودٌ! فَقَدْ تَرَكْتُهُ فِي السَّيَّارَةِ الَّتي أَوْصَلَتْنِي (إِلى الْمَطَارِ). كَيْفَ يُمْكِنُنِي الاتِّصَالُ بِسَائِقِ السَّيَّارَةِ الَّذي أَوْصَلَني؟

 

وَأَنَا أُسْرِعُ بِتَوْصِيلِ حَاسُوبِي الْمَحْمُولِ بِشَبَكَةِ وَاي فَاي الْمَطَارِ، كُنْتُ أَشْعُرُ بِالْقَلَقِ مِنْ أَنْ يَفُوتَنِي الْوَقْتُ (وَلَا أَتَمَكَّنُ مِنَ اللَّحَاقِ بِرِحْلَةِ الطَّيَرَانِ). لَاحَظَ زَوجِي مِنْ خِلالِ أَحَّدِ التَّطْبِيقَاتِ أَنَّ هَاتِفِي لَمْ يَكُنْ مَعِي فِي الْمَطَارِ، وَأَرْسَلَ لِي رِسَالَةً عَبْرَ الْبَريدِ الإلِكِتْرونِيِّ، فَوَجَدْتُها فِي انْتِظَارِي حَالَما أَوْصَلْتُ حَاسُوبِي بِشَبَكَةِ الْوَاي فَاي. قَالَ زَوجِي فِي رِسَالَتِهِ: ”أَرْسِلِي لِي رَقَمَ خِدْمَةِ سَيَّارَاتِ التَّوصِيلِ وَسَأَتَولَّى الْأَمْرَ“. بَادَرَ زَوْجِي بِالتَّدَخُّلِ، الْأَمْرُ الَّذي مَنَحَنِي شُعُورًا فَورِيًّا بِالسَّلامِ وَالطَّمَأْنِينَةِ.

 

أَعْتَقِدُ أَنَّ هَذَا هُوَ السَّلامُ الَّذي يُريدُ اللهُ (الْآبُ) أَنْ نَنْعَمَ بِهِ فِي الْعِلاقَةِ الَّتي يُمْكِنُنَا اخْتِبَارُهَا مَعَهُ مِنْ خِلالِ

(الابْنِ يَسوع) الْمَسيحِ. يُذَكِّرُنَا (الرَّسُولُ بُطْرُسُ) فِي رِسَالَتِهِ الْأُولَى 5: 7 (قَائِلًا): ”مُلْقِينَ كُلَّ هَمِّكُمْ عَلَيْهِ، لأَنَّهُ هُوَ يَعْتَنِي بِكُمْ“. يَقُولُ هَذَا الْعَدَدُ أَنَّ اللهَ (الْآبَ) يُريدُ أَنْ يَحْمِلَ عَنَّا هُمُومَنَا وَمَا نَهْتَمُّ وَنَقْلَقُ بِشَأْنِهِ. لِمَاذَا؟ لِأَنَّهُ يَهْتَمُّ بِنَا جِدًّا. يُمْكِنُنَا إِلْقَاءُ هُمُومِنَا عَلى اللهِ (الْآبِ) بَدَلًا مِنَ السَّمَاحِ لَها بِأَنْ تَدُورَ فِي عُقُولِنَا وَأَذْهَانِنَا وَتَسْتَحْوِذَ عَلَينَا، وَنَحْنُ نُحَاوِلُ فَهْمَ مَا يَجْرِي لِلْعُثُورِ عَلى حُلُولٍ وَمَخَارِجٍ.

 

إِلْقَاءُ هُمُومِنَا وَمَا نَقْلَقُ بِشَأْنِهِ عَلى اللهِ (الْآبِ) هُوَ نَوعٌ مِنَ التَّوَاضُعِ الَّذي يَعْتَرِفُ بِأَنَّهُ أَقْدَرُ بِكَثِيرٍ مِنَّا عَلى التَّعَامُلِ مَعَها (عَدَدُ 6). بِالرَّغْمِ مِنْ أَنَّ أَمْرًا أَو شَيْئًا مَا قَدْ يُسَبِّبُ لَنا الْمُعَانَاةِ (عَدَدُ 10)، إِلَّا أَنَّهُ يُمْكِنُنَا أَنْ (نَهْدَأَ) وَنَسْتَرِيحَ فِي رِعَايَتِهِ وَتَدْبِيرِهِ.

 

– كَاتَارَا بَاتون