عِنْدَمَا فَتَحْتُ تَعْلِيمَاتِ كَيْفِيَّةِ تَرْكِيبِ خِزَانَةٍ للْكُتُبِ، كَانَتْ أَكْوَامٌ مِنَ الْأَلْوَاحِ الْخَشَبِيَّةِ وَالْأَدَوَاتِ مُتَنَاثِرَةً عَلى الْأَرْضِ أَمَامِي، رَأَيْتُ مَجْمُوعَةً مِنَ الرُّسُومَاتِ الْإِرْشَادِيَّةِ لِمَا يَجِبُ عَلَيَّ الْقِيامُ بِهِ وَمَا لَا يَجِبُ. أَحَّدُ الرُّسُومِ الْبَيَانِيَّةِ الَّتي عَلَيها عَلامَةُ (X) (أَي خَطَأ أَو لَا تَقُمْ بِذَلِكَ) تُصَوِّرُ شَخْصًا يُحَدِّقُ فِي كَومَةٍ مِنَ الْأَلْوَاحِ وَالْأَدَوَاتِ بِوَجْهٍ عَابِسٍ، لَا يَخْتَلِفُ عَمَّا كَانَ مَرْسُومًا عَلى وَجْهِي قَبْلَ دَقَائِقٍ. (لَكِنْ) عَلى الْجَانِبِ الْأَيْمَنِ كَانَتْ هُنَاكَ رُسُومَاتٍ تُوَضِّحُ الْطَرِيقَةَ الصَّحِيحَةَ لِلتَّجْمِيعِ. مَاذَا كَانَ الْفَرْقُ؟ الْفَرْقُ كَانَ وُجُودَ شَخْصٍ آخَرٍ (إِلى جَانِبِ الشَّخْصِ الَّذي سَيَقُومُ بِالتَّرْكِيبِ)، وَوجُودَ ابْتِسَامَتَينِ عَلى وَجْهَيِّ الشَّخْصَينِ وَهُمَا يَعْمَلانِ مَعًا.
لِذَلِكَ أَحْضَرْتُ زَوجي. وَقُلْتُ لَهُ وَأَنَا أُرِيهِ (وَرَقَةَ) التَّعْلِيمَاتِ: ”التَّعْلِيمَاتُ تَقُولُ إِنَّنِي بِحَاجَةٍ لِمُسَاعَدَتِكَ“. ضَحِكَ وَقُمْنَا بِتَجْمِيعِهَا مَعًا. كَانَ بِإِمْكَانِي الْقِيَامُ بِمُحَاوَلَةٍ عَنِيدَةٍ لِلْعُثُورِ عَلى طَرِيقَةٍ لِتَجْمِيعِهَا بِمُفْرَدِي. لَكِنَّ دَلِيلَ (التَّرْكِيبِ) كَانَ مُحِقًا؛ إِنَّ عَمَلِيَّةَ (التَّرْكِيبِ) لَمْ تَكُنْ مَوضُوعَةً لِأَقُومَ بِها بِمُفْرَدِي.
يَحِثُّ الرَّسُولُ بُولُسُ فِي رِسَالَتِهِ إِلى أَهْلِ رُومْيَة، الْمُؤْمِنِينَ الجُّدُدَ عَلى عَدَمِ الْقِيَامِ بِمُحَاوَلَةِ الْعَيشِ فِي الرَّبِّ يَسوع (يِهْوَشُوع) بِمُفْرَدِهم. وَبَدَلًا مِنْ رُؤْيَةِ أَنْفُسِهِم بِأَنَّهُم فِي اكْتِفَاءٍ ذَاتِيٍّ وَالتَّفْكِيرِ فِي أَنْفُسِهِم ”فَوْقَ مَا يَنْبَغِي أَنْ (يَرْتَأوا)“ (عَدَدُ 3)، فَإِنَهُمْ بِحَاجَةٍ إِلى رُؤْيَةِ أَنْفُسِهِم كَجُزْءٍ مِنْ جَسَدٍ مُتَرَابِطٍ، حَيْثُ يَحْتَاجُ كُلُّ عُضْوٍ فِيهِ إِلى مُسَاعَدَةِ الْآخَرِ (الْأَعْدَادُ 4- 8)
حَسْبَمَا يُسَاعِدُنَا الرَّبُّ يَسوع لِنَتَعَلَّمَ كَيفَ نَكُونُ (حَسَبَ قَولِ الرَّسُولِ بُولُس) ”وَادِّينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا (بإخلاصٍ) بِالْمَحَبَّةِ الأَخَوِيَّةِ“ (عَدَدُ 10)، يُمْكِنُنَا اخْتِبَارُ الْعَيِشِ بِانْسِجَامٍ وَتَنَاغُمٍ مَعَ بَعْضِنَا الْبَعْض، حَيْثُ (أَنَّ الاشْتِرَاكَ فِي تَسْدِيدِ) احْتِيَاجَاتِ بِعْضِنَا الْبَعْضِ وَ(مُشَارَكَةِ) الْأَحْزَانِ وَالْأَفْرَاحِ مَعًا (الْعَدَدَان 13، 15) لَا يُمْكِنُ أَنْ يَحْيَاهَا كُلُّ شَخْصٍ بِمُفْرَدِهِ.