رَكِبَتْ بِريندا وَإِيدي سَيَّارَتِهما وَبَدَأَا طُقُوسَهُمَا الْمَسَائِيَّةَ. (قَالَ إِيدي): ”أَيْنَ تُريدينَ أَنْ تَأْكُلِي؟“ (أَجَابَتْ برينْدَا): ”لَا يُهِمُّنِي يَا إِيدي، أَيُّ مَكَانٍ هُوَ جَيِّدٌ بِالنِّسْبَةِ لِي، حَقًّا“. (قَالَ) إِيدي الَّذي خَاضَ فِي هَذَا الحَديثِ مِنْ قَبْلُ: ”حَسَنٌ، مَاذَا عَنْ (مَطْعَمِ) الطَّاحُونَةِ؟“ (أَجَابَتْ) بِرينْدَا بِحِدَّةٍ وَغَضَبٍ: ”لَا، أَيُّ مَكَانٍ آخَرٍ غَيرُ هَذا!“ تَنَهَّدْ إِيدي قَائِلًا: ”إِذَنْ، إِلى أَيْن؟“ أَصَرَّتْ بِريندا قَائِلَةٍ: ”أَيُّ مَكَانٍ مُنَاسِبٍ، حَقًّا“.

 

إِنَّهُ مَشْهَدٌ مُضْحِكٌ مِنْ اسْكِتْشَاتٍ كُومِيدِيَّةٍ. وَنَحْنُ نَعْلَمُ مَدَى الْجُنُونِ الَّذي فِي ذَلِكَ الْمَوقِفِ.

 

فِي بَعْضِ الْأَحْيَانِ يَكُونُ الْأَمْرُ مِثْلُ ذَلِكَ فِي صَلَواتِنَا. فَنَحْنُ أَيْضًا نَكُونُ غَامِضِين. عَلى النَّقِيضِ مِنْ ذَلِكَ، تَكْشُفُ صَلَاةُ دَانْيَال مَا يُريدُ قَولُهُ بِجُرْأَةٍ. أَوَّلًا، يَعْتَرِفُ بِخَطَايَا شَعْبِهِ: ”أَخْطَأْنَا وَأَثِمْنَا وَعَمِلْنَا الشَّرَّ“ (عَدَدُ 5). ثُمَّ يُقَدَّمُ طَلَبَاتِهِ: ”اسْمَعِ الآنَ يَا إِلهَنَا صَلاَةَ عَبْدِكَ وَتَضَرُّعَاتِهِ“ (عَدَدُ 17). ”يَا سَيِّدُ اسْمَعْ. يَا سَيِّدُ اغْفِرْ. يَا سَيِّدُ أَصْغِ وَاصْنَعْ“ (عَدَدُ 19). لَمْ يَكُنْ الرَّبُّ (يَهوَه) مَدِينًا لِدَانْيَالٍ بِشَيٍء، لَكِنَّ ثِقَةَ دَانْيَال بِمَرَاحِمِهِ الْعَظِيمَةِ (عَدَدُ 18) جَعَلَتْهُ يَشْعُرُ بِالْحُرِّيَّةِ لِتَقْدِيمِ رَغَبَاتِهِ بِكَامِلِ ثِقَلِهَا إِلَيهِ.

 

مِنَ الصَّوَابِ دَائِمًا أَنْ نُصَلِّي، كَمَا صَلَّى الرَّبُّ يَسوعُ (يَهْوَشُوع) إِلى أَبِيهِ فِي اللَّيْلَةِ الَّتي تَسْبِقُ (الْقَبْضَ عَلَيهِ) وَصَلْبَهُ (قَائِلًا): ”لَيْسَ كَمَا أُرِيدُ أَنَا بَلْ كَمَا تُرِيدُ أَنْتَ“ (مَتَّى 26: 39). لَكِنْ هُنَاكَ أَيْضًا أَوْقَاتٌ يَكُونُ فِيها قَولُ مَا نُريدُهُ هُوَ الطَّريقُ الْأَنْسَبُ. يَحْتَرِمُ الرَّبُّ جُرْأَتَنَا عِنْدَمَا نَأْتِي إِلَيهِ بِقُلُوبٍ تَائِبَةٍ. لِذَلِكَ كُنْ جَرِيئًا وَصَلِّ بِمَا يُمْلِيهِ عَلَيكَ قَلْبُكَ، وَسَلِّمْ الأمرَ إِلى إِلَهِ الْمَرَاحِمِ الْعَظِيمَةِ.