قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ بَرْنَامَجُ زُووم أَدَاةَ اتِّصَالٍ يَسْهُلُ الْوصُولُ إِلَيها وَاسْتِخْدَامُها، طَلَبَتْ مِنِّي إِحْدَى صَدِيقَاتِي إِجَراءَ مُكَالَمَةِ فِيديو مَعَها لِمُنَاقَشَةِ مَشْروعٍ مُعَيَّنٍ. أَدْرَكَتْ مِنْ خِلالِ لَهْجَةِ رَسَائِلي الإلكِتْرونِيَّةِ أَنَّني كُنْتُ فِي حَيْرَةٍ مِنْ كَيْفِيَّةِ التَّواصُلِ مَعَها عَنْ طَريقِ مُكَالَمَةِ الفِيديو، فَاقْتَرَحَتْ عَلَيَّ الْبَحْثَ عَنْ مُرَاهِقٍ يُسَاعِدُني عَلى مَعْرِفَةِ كَيْفِيَّةِ تَنْزِيلِ وَإِعْدَادِ بَرْنَامَجٍ لِلْمُكَالَمَاتِ عَنْ طَريقِ الْفِيديو.

يُشِيرُ اقْتِرَاحُها إِلى قِيمَةِ الْعَلَاقَاتِ بَيْنَ الْأَجْيَالِ الْمُخْتَلِفَةِ. إِنَّهُ أَمْرٌ نُلَاحِظُهُ فِي قِصَّةِ رَاعُوث وَنُعْمِي. غَالِبًا مَا يُنْظَرُ إِلى رَاعُوث بِتَقْديرٍ وَإِعْجَابٍ لِأَنَّها كَانَتْ زَوجَةَ ابنٍ مُخْلِصَةً لِحَمَاتِها، فَقَدْ قَرَّرَتْ تَرْكَ وَطَنِها الْأصْلِيَّ لِتَذْهَبَ مَع نُعْمِي إِلى بَيت لَحْمٍ (رَاعُوث 1: 16- 17). وَعِنْدَما وَصَلتَا الْمَدِينَةَ قَالَتْ رَاعُوثُ لِنُعْمي: ”دَعِينِي أَذْهَبْ إِلَى الْحَقْلِ وَأَلْتَقِطْ سَنَابِلَ (لَنا) وَرَاءَ مَنْ أَجِدُ نِعْمَةً فِي عَيْنَيْهِ“ (2: 2). لَقَدْ سَاعَدَتْ الْمَرْأَةَ الْمُسِنَّةَ الَّتي سَاعَدَتْها فِيما بَعْد عَلى الزَّواجِ مِنْ بُوعَز. دَفَعَتْ نَصِيحَةُ نُعْمِي (لِرَاعُوث) بُوعَزَ إِلى أَنْ يَتَّخِذَ كُلَّ الإِجْرَاءَاتِ لِلْحُصولِ عَلى حَقِّ الْوِصَايَةِ عَلى عَائَلِةِ زَوجِها الْمُتَوَفِّي وَاتِّخَاذِها زَوجَة لَهُ (4: 9- 10).

نَحْنُ نَحْتَرِمُ بِالتَّأْكِيدِ نَصِيحَةَ الَّذين يُشَارِكُونَ حِكْمَتَهم مَع الْأَجْيَالِ الْأَصْغَرِ مِنْهُم. لَكِنْ تُذَكِّرُنا رَاعُوث وَنُعْمِي بِأَنَّ الْمُشَارَكَةَ يُمْكِنُ أَنْ تَكُونَ مُتَبَادَلَةً (يُشَارِكُ الْكَبيرُ الصَّغِيرَ وَيُشَارِكُ الصَّغِيرُ الْكَبيرَ). هُنَاكَ مَا يُمْكِنُنا تَعَلُّمُهُ مِمَّنْ هُمْ أَصْغَرُ مِنَّا وَكَذَلِكَ مِمَّنْ هُمْ أَكْبَرُ مِنَّا. فَلْنَسْعَى لِتَطْويرِ عَلاقَاتِ الْمَحَبَّةِ وَالْوَلاءِ بَينَ الْأَجْيَالِ. وَذَلِكَ سَيُبَارِكُنَا وَيُبَارِكُ الآخَرين وَيُسَاعِدُنا عَلى تَعَلُّمِ أُمورٍ لَا نَعْرِفُها.

– كَاتارا باتون