غَزَتْ عُروقُ نَبَاتِ الْبَطِّيخِ الْمُتَسَلِّقِ حَدِيقَتي، وَكَانَتْ تَتَلَوَّى عَبْرَ الْمَمَرِّ الْحَجَرِيِّ، وَتَتَسَلَّقَ السِّيَاجَ، وَالْأَسْوَأُ مِنْ ذَلِكَ كُلُّهُ هُوَ أَنَّها حَاوَلَتْ خَنْقَ نَبَاتَاتِي الْمُفَضَّلَةِ مِنَ الْخُضْرَواتِ. كُنْتُ أَعْلَمُ أَنَّ الْحَديقَةَ لَنْ تَزْدَهِرَ مَا لَمْ أَتَصَرَّفْ. لِذَلِكَ قُمْتُ فِي أَحَّدِ الْأُمْسِيَاتِ بِالْعَمَلِ لِفَكِّ تَعْقِيدَاتِ سِيقَانِ وَعُروقِ وَأَورَاقِ (نَبَاتِ الْبَطِّيخِ وَإِزَالَةِ الزَّائِدَةِ مِنْها)، وَعِنْدَمَا كَانَتْ تَنْمُو مَرَّةً أُخْرَى، كُنْتُ أُوَاصِلُ إِزَالَتَها حَتَّى نَضَجَتْ نَبَاتَاتُ الْخُضْرَواتِ وَأَنْتَجَتْ طَمَاطِمًا كَامِلَةَ الاسْتِدَارَةِ (وَجَيِّدَةً) وَفلْفُلًا لَامِعًا.

قَدْ تُسَيطِرُ خَطَايَا مِثلُ الجَّشَعِ وَالشَّهْوَةِ وَالْكَرَاهِيَّةِ عَلى حَياتِنا تَمَامًا كَنَبَاتِ الْبَطِّيخِ الْمُتَسَلِّقِ الَّذي حَاوَلَ السَّيطَرَةَ عَلى حَدِيقَتي. وَإِنْ لَمْ نَهْتَمْ وَنَنْتَبِهْ إِليها فَقَدْ تَنْمُو بِذَارُ الْفِكْرِ الْخَاطِئِ إِلى أَنْ تَتَحَكَّمَ فِي رَغَبَاتِنَا وَأَفْعَالِنَا مِثْلَ ”الْخَطِيَّةَ الْمُحِيطَةَ بِنَا بِسُهُولَةٍ“ (الْعِبْرَانِيِّين 12: 1) وَتُعِيقُنَا عَنِ النُّمُوِّ الرُّوحِيِّ (وَقَدْ تَمْنَعُنَا أَيْضًا).

يُشَجِّعُنَا كَاتِبُ الرِّسَالَةِ إِلى الْعِبْرَانِيِّين عَلى ”طْرَحْ كُلَّ ثِقْل، وَالْخَطِيَّةَ الْمُحِيطَةَ بِنَا بِسُهُولَةٍ “ كَيْمَا يُمْكِنُنَا أَنْ ”نُحَاضِرْ بِالصَّبْرِ فِي الْجِهَادِ الْمَوْضُوعِ أَمَامَنَا“ (عَدَدُ 1). إِنَّ الطَّرْحَ وَالتَّحَرُّرَ يَتَطَلَّبُ مِنَّا الاعْتِرَافَ بِاحْتِيَاجَنا لِلْمُسَاعَدَةِ للتَّعَامُلِ مَعَ الْخَطِيَّةِ. قَدْ يَكُونُ الْقِيَامُ بِذَلِكَ صَعْبًا إِذا أَقنَعنا أَنْفُسَنَا وَالْآخَرين بِأَنَّ (الْخَطِيَّةَ) لَيْسَتْ مُشْكِلَةً خَطِيرَةً.

بِمُجَرَّدِ اعْتِرَافِنَا بِالْمُشْكِلَةِ بِصِدقٍ، يُرَحِّبُ الرَّبُّ يَسوعُ بِصَلَوَاتِ اعْتِرَافِنَا وَيَغْفِرُ لَنا عَلى الْفَورِ (يُوحَنَّا الْأولى 1: 9). يُمْكِنُ لِلرَّبِّ أَيْضًا أَنْ يُظْهِرَ لَنا كَيفَ نُغَيرُ أَنْمَاطَ (سُلُوكِنَا وَ) حَيَاتِنَا، وَيُسَاعِدُنَا بِقُوَّةِ الرُّوحِ الْقُدُسِ عَلى كَسْرِ الْقُيودِ الَّتي تَمْنَعُنَا مِنَ الازْدِهَارِ.

جِينِيفَرْ بِنْسون شُولْدت