في متنزه قريب من منزلنا يوجد ممشى أستمتع بالسير عليه. على امتداد قطاع من المتنزه توجد بانوراما شكلتها الصُّخور الرَّمليَّة الحمراء في «حديقة الآلهة » ومن خلفها يقف جبل «بيكس بيك » المُهيب. من وقت إلى آخر، أجد نفسي سائرًا في هذا الجزء من المتنزه مشغولً ببعض المشاكل ناظرًا نحو الأسفل إلى بلاط الممشى المُعَبَّد الواسع. وعندما لا أرى أحدًا حولي، أتوقف وأصرخ بصوت عال، « ديفيد، انظر إلى الأعلى .» المزامير المعروفة باسم «ترانيم المصاعد » كان يُغنيها الإسرائيليون أثناء صعودهم للحج إلى أورشليم لحضور الأعياد السَّنويَّة الثلاث. يبدأ المزمور 121 ، بسؤال «أرَْفَعُ عَينَْيَّ إ لَِ الجِْباَلِ، مِنْ حَيثُْ يأَ تِْ عَوْ نِ! » (عدد 1). تأتي الإجابة في العدد التَّالي، «مَعُونَتِي مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ، صَانِعِ السمََّوَاتِ وَالأَرْضِ » (عدد 2). الخالق ليس كائنًا منعزلً، بل رفيقٌ دائمٌ لنا، منتبهٌ إلى ظروفنا في كل وقت (الأعداد 3- 7)، يوجِّهُنا ويحرس رحلتنا في الحياة «مِنَ الآنَ وَإِ لَ الدَّهْرِ » (عدد 8). طوال طريق الحياة، نحن في احتياج للحفاظ على عيوننا مثبتة على الله، مصدر معونتنا. عندما نشعر بالإحباط وبأننا رازحون تحت ضغط الحياة، لا بأس من أن نصرخ قائلين «لننظر إلى الأعلى ».