يُظهرُ رجالُ الإنقاذِ الَّذين يستجيبونَ بسرعةٍ ويكونون من أوائِلِ الواصلين تفانيًا، وشجاعةً يوميَّةً بالتَّواجُدِ في الخطوطِ الأماميَّةِ عندما تحدُثُ الكوارثُ. في الهجومِ على مركزِ التِّجارةِ العالميِّ بنيويورك عام 2001 عندما قُتِلَ وجُرِحَ آلافُ الأشخاصِ، فقدَ أكثرَ من أربعمائة عاملٍ مِنْ عُمَّاِل الطوارئ حياتَهم أيضًا. وقد عيَّنَ مجلسُ الشُّيوخِ الأمريكيِّ يوم 25 سبتمبر كيومٍ تشجيعٍ وطنيٍّ تكريمًا لأوائِلِ المستجيبين من رجالِ الإنقاذِ.

في حينِ قد يبدو إعلانُ الحكومةِ يومًا وطنيًّا للتَّشجيعِ أمرًا فريدًا، إلَّا أنَّ الرَّسولَ بولس آمنَ بالتَّأكيدِ بأنَّ التَّشجيعَ ضروريٌّ لنمِّو الكنيسةِ. وأوصى الكنيسةَ النَّاشِئَةَ في تسالونيكي، وهي مدينةٌ في مقدونيا، قائلًا: ”شَجِّعُوا صِغَارَ النُّفُوسِ. أَسْنِدُوا الضُّعَفَاءَ. تَأَنَّوْا عَلَى الْجَمِيعِ“ (تسالونيكي الأولى 5: 14). وعلى الرَّغمِ من أنَّهم كانوا يمرُّون باضِّطهادٍ إلَّا أنَّه شجَّعَ المؤمنين قائلًا: ”اتَّبِعُوا (كُلَّ حِينٍ ) الْخَيْرَ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ وَلِلْجَمِيعِ“ (عدد 15). فقد كانَ يعلمُ أنَّهم كبشرٍ سيكونونَ عُرضَةً لليأسِ والأنانيَّةِ والعِراكِ. لكنَّه عرَفَ أيضًا بأنَّهم لن يكونوا قادرين على رفعِ وتشجيعِ بعضِهم البعضَ دونَ مُساعَدَةِ اللهِ وقوَّتِهِ.

الأمورُ ليستْ مُختلفةٌ اليومَ عن الماضي. فنحنُ جميعًا بحاجةٍ إلى الرَّفعِ والتَّعضيدِ والتَّشجيعِ للتَّعامُلِ بنفسِ الطَّريقَةِ مع مَنْ هم حولنا. لكنْ، لا يُمكِنُنا القيامُ بذلكَ بقُدرتِنا الخاصَّةِ. لذلكَ شجَّعنا بولس قائلًا: ”أَمِينٌ هُوَ (يسوع) الَّذِي يَدْعُوكُمُ الَّذِي سَيَفْعَلُ (ذلك) أَيْضًا“ (عدد 24). يُمكِنُنا بمعونَتِهِ تشجيعُ بعضِنا البعض كُلَّ يومٍ.

– استيرا بيروسكا اسكوبار