سَمِعَ الكاتبُ الصَّحفيُّ بروكس أثناءَ رحلةِ طيرانٍ لا يُمكِنُ النَّومُ فيها إلى العاصمةِ واشنطن، امرأةً تهمسُ لزوجِهاقائلةً: ”ليسَ صحيحًا أنَّ لا أحَدَ بحاجةٍ إليكَ بعدَ الآنِ“. فتمتَمَ الرَّجُلُ بكلماتٍ عن تمنيهِ الموتَ، فقالتْ زوجتُهُ: ”توقَّف عن قولِ ذلكَ“. عندما انتهتْ رحلةُ الطَّيرانِ، نظرَ بروكس حولَهُ وتَعَرَّفَ على الرَّجلُ فورًا. كانَ الرَّجُلُ فيالسَّابقِ بطلًا مشهورًا. قامَ رُكَّابُ آخرون بمصافحةِ الرَّجُلِ، وشكرَهُ الطَّيارُ على الشَّجاعَةِ الَّتي أظهرَهَا فيالماضي قبلَ عُقودٍ. كيفَ غَرِقَ هذا العُملاقُ في اليأسِ؟

هَزَمَ النَّبيُّ إيليَّا بمفردِهِ بشجاعةٍ 450 من أنبياءِ البعلِ أو هكذا كانَ يُعتَقِدُ (الملوكُ الأوَّلُ 18). لكنَّه فعليًّا لم يفعلْذلكَ بمفردِهِ؛ فقد كانَ اللهُ معَهُ هناكَ طِوالَ الوقتِ! إلَّا أنَّه شعرَ بالوحدةِ فيما بعد، وطلبَ مِنَ اللهِ أن يأخُذَ حياتَه.

جلبَ اللهُ إيليَّا إلى محضرِهِ وأعطاهُ أشخاصًا جُدُدًا للخدمَةِ ليرفعَ معنوياتِهِ. وكانَ عليهِ أن يذهبَ ليمسحَ ”حَزَائِيلَمَلِكًا عَلَى أَرَامَ، وَ.. يَاهُوَ بْنَ نِمْشِي مَلِكًا عَلَى إِسْرَائِيلَ، وَ… أَلِيشَعَ بْنَ شَافَاطَ مِنْ آبَلَ مَحُولَةَ نَبِيًّا عِوَضًا (عنهُ)“ (19: 15- 16). جَدَّدَ اللهُ نشاطَهُ من خلالِ هدفٍ جديدٍ ووجدَ إيليَّا خليفتَهُ وأشرفَ عليهِ.

قد تكونُ انتصاراتُك مِنَ الماضي. أو قد تشعرُ بأنَّ حياتَكَ قد بلغتْ ذروتُها، أو ربَّما لم تصلْ إلى القمةِ أبدًا. لايُهمُّ. انظرْ حولَك. قد تبدو المعاركُ أصغرَ والمخاطرَ أقلَّ، لكنْ لا يزالُ هناكَ مَنْ هو بحاجةٍ إليكَ. اخدمُ مَنْ هم حولِكَجيِّدًا من أجلِ يسوع، وسيُحتَسَبُ ذلكَ لكَ ويكونُ مؤثِّرًا. إنَّ المحيطين بكَ هم هدفُك، وهم السَّببُ بأنَّك لا تزالُ هُنا.

– مايك ويتمر