في السَّابعِ من سبتمبر 1943، كتبتْ إيتي هيليسوم: ”الرَّبُّ بُرجيَ الحصين ….. غادرنا المُعسكرَ ونحنُ نرنِّمُ“، على بطاقةٍ بريديَّةٍ وألقتها من القطار. كانتْ هذه هي آخرُ كلماتٍ مُسجَّلَةٍ سنسمعُها منها، ففي الثَّلاثين من نوفمبر 1943 قُتلتْ في أوشفيتزر. وفي وقتٍ لاحقٍ تُرجمتْ مُذكرَّاتُ هيليسوم عن تجرُبتِها في معسكرِ الاعتقالِ ونُشرتْ. سجَّلَتْ فيها وجهةَ نظرِها عنِ أهوالِ الاحتلالِ النَّازيِّ إلى جانبِ جمالِ عالمِ اللهِ. تُرجمتْ مُذكَّرَاتُها إلى ستةٍ وسبعين لغةٍ، إنَّها هديَّةٌ لكُلِّ مَنْ يريدُ أن يقرأَ ويُؤمنَ بالخيرِ والشَّرِّ.

لم يتجاهلْ الرَّسولُ يُوحنَّا الوقائعَ القاسيةَ لحياةِ يسوع على الأرضِ؛ وكتبَ عن الخيرِ الَّذي فعلَهُ يسوعُ والتَّحدياتِ الَّتي واجَهها. تُقدِّمُ الكلماتُ الأخيرةُ من إنجيلِهِ الغرضَ من وراءِ كتابتِهِ للسِّفرِ الَّذي يحملُ اسمَهُ. قالَ: ”آيَاتٍ أُخَرَ كَثِيرَةً صَنَعَ يَسُوعُ … لَمْ تُكْتَبْ فِي هذَا الْكِتَابِ. وَأَمَّا هذِهِ فَقَدْ كُتِبَتْ لِتُؤْمِنُوا“. تنتهي كلماتُ يُوحنَّا بعبارةِ الانتصارِ: ”يَسُوعَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ“. تُقدِّمُ لنا كلماتُ الإنجيلِ هذه الفُرصَةَ لنؤمِنَ وتكونَ لنا ”حَيَاةٌ بِاسْمِهِ“.

الأناجيلُ هي مذكَّراتٌ عن محبَّةِ اللهِ لنا. وهي كلماتٌ نقرأُها ونؤمنُ ونشاركُ بها، لأنَّها تقودُنا إلى الحياةِ. تقودُنا إلى المسيحِ.

– جون بلازيه