الَّلبنُ (الحليبُ) أوَّلًا
في القرنِ السَّابِعِ، كانتْ ما تُسمَّى الآن بالمملكَةِ المُتَّحِدَةِ، عبارةً عن عِدَّةِ ممالِك مُتحاربةٍ في الكثيرِ مِن الأحيانِ. عندما أصبحَ ملكُ نورثمبريا أوزوالد مؤمِنًا بيسوع دعا مُرسلًا لجلبِ الإنجيلِ إلى مقاطعَتِهِ. أُرسِلَ رجلٌ اسمُهُ كورمان لكنَّ الأمورَ لم تسرْ بشكلٍ جيِّدٍ. فعادَ إلى موطِنِهِ وهو محبطٌ لأنَّهُ وجدَ الإنجليزَ معاندين وبربريِّين.
قال راهبٌ اسمُهُ أدريان لـ كورمان: "أعتقدُ بأنَّكَ كُنتَ…
العملُ معًا
كانَ جو يعملُ أكثرَ من اثنتي عشرةَ ساعةٍ في اليوم، وغالبًا دونَ أخذِ فتراتِ راحةٍ. إنَّ بدءَ عملٍ خيريٍّ يتطلَّبُ الكثيرَ من الوقتِ والطَّاقةِ لدرجةِ أنَّه لم يتبقَّ إلَّا القليلِ لتقديمِهِ لزوجتِهِ وأطفالِهِ عندما يعودُ إلى البيتِ. بعدما تسبَّبَ ضغطُ العملِ والإجهادِ في إدخالِ جو المُستشفى، عرضَ عليه صديقٌ تنظيمَ فريقٍ لمساعدتِهِ. وعلى الرَّغمِ مِن أنَّه كانَ يخشى التَّخلي عنِ…
الجُّلوسُ في الحُضنِ
سألَتني ابنتي: "أبي هل تقرأُ لي؟". هذا طلبٌ مألوفٌ يطلُبُهُ الطِّفلُ من والديهِ. لكنَّ ابنتي تبلغُ الحاديةَ عشر من العُمرِ. في هذا السِّنِّ يكونُ طلبُها هذا أقلَّ عادةً ممَّا كانَ عندما كانتْ أصغرَ. قلتُ لها بسرورٍ "نعم"، فجلستْ بجانبي متقرفِصَةٍ على الأريكةِ.
وبينما أقرأُ لها من كتابِ "رفقةِ الخاتمِ"، التصقتْ بي وتقرفصتْ في حُضني. كانتْ لحظةً من تلكَ الَّلحظاتِ الرَّائِعَةِ…
التَّعلُّمُ من الحماقةِ
دخلَ رجلٌ إلى محلِّ بِقالَةٍ في ولونجوج بـ أستراليا، وأعطى موظَّفَ الخزينةِ ورقةً نقديَّةً مِنْ فئةِ العشرين دولارَا وطلبَ منه فكَّها لعُملاتٍ صغيرةٍ. وعندما فتحَ الموظفُ دُرجَ النُّقودِ رفعَ الرَّجلُ مسدَّسًا وطلبَ منه أعطاءَهُ كُلَّ الأموالِ الَّتي في الدُّرجِ، فقدَّمها له الموظفُ على الفورِ. أخذَ الرَّجُلُ المالَ وهربَ وتركَ الورقةَ النَّقديَّةَ من فِئَةِ العشرين دولارًا على الطَّاوِلَةِ. كانَ إجماليِّ المالِ…
في أسوأ حالاتنا
"إنَّها مُحتَمَلةٌ، لكنَّها ليستْ جميلةٌ بما يكفي لإغرائي". هذه الجُّملةُ الَّتي قالها السَّيدُ: دارسي في روايةِ "كبرياءٌ وإجحافٌ" هي السَّببُ في أنَّني لن أنسى أبدًا تِلكَ الرِّوايةَ ولا تأثيرَها عليَّ. لأنَّني قرَّرتُ بعدَ قراءةِ تلكَ الجُملةِ بأنَّني لن أُحِبَّ السَّيِدَ: دارسي أبدًا.
لكنَّني كنتُ مخطئةً. وغيَّرتُ رأيي ببطءٍ وعلى مضضٍ مثل إليزابيث بينيت الشَّخصيَّة الَّتي رسمتها الكاتبةُ أوستن. وكنتُ لا…
شَجَرَةٌ للشِّفَاءِ
يُمكِنُكَ شراءُ سيَّارةٍ رياضيَّةٍ جديدةٍ من طِرازِ ماكلارين 720 إس مُقابِلَ 300 ألف دولار. تأتي السَّيَّارةُ بِمُحرِّكِ 8 سلندر V بقوَّةِ 710 حصان - وذلكَ أكثرُ بكثيرٍ ممَّا تحتاجُه لتنقُّلاتِكَ الصَّباحيَّةَ.
بالطَّبعِ قد تميلُ إلى استخدامِ كُلِّ قوَّةِ تلكَ السَّيَّارَةِ. عرفَ أحَّدُ السَّائقين في فيرجينيا بأنَّ سيَّارتَهُ المكلارين سريعةً جدًّا لدرجةِ أنَّهُ يُمكِنُها الانتقالُ من صالةِ عرضٍ راقيةٍ إلى كومةِ…
مع اللهِ أفضل
تعلَّمتْ حفيدتي في فريقِ الكُرَةِ مبدأً من مبادئِ الفوزِ. عندما تصِلُ الكُرَةُ إليها مهما كانَ وضعُها يُمكنُها أن تجعلَها )الكرة( في وضعِ أفضلَ )بالنِّسبةِ إلى فريقِها(. ويُمكِنُها أن تلعبَ لُعبةً تَجعلُ فريقَها في وضعٍ أفضل - دونَ غضبٍ أو إلقاءِ لومٍ أو تقديمِ أعذارٍ. حاولْ دائمًا أن تجعلَ الوضعَ أفضلَ.
كانَ ذلكَ ردُّ فعلِ دانيال عندما سُبيَ هو وثلاثةٌ من…
الرُّؤيةُ بعيونٍ جديدةٍ
أصبحتْ إحدى ألعابُ الفيديو ظاهرةً في المُجتمعِ، فيها يُوضَعُ مائةُ لاعبٍ على جزيرةٍ يتنافسونَ حتَّى يبقىَ لاعبٌ واحدٌ فقط. عندما يقومُ أحَّدُ الَّلاعبين بإقصاءِكَ مَنَ المسابقةِ يُمكِنكَ الاستمرارُ في المتابعةِ من خلالِ ذلكَ الَّلاعبِ. كتبَ أحَّدُ الصَّحفيِّين: "عندما تضعُ نفسَك في مكانِ لاعبِ آخر فإنَّكَ ترى الأمورَ من وجهةِ نظرهِ وتشعرُ بمشاعرِهِ .... وتتحوَّلُ من الحفاظِ على الذَّاتِ إلى ....…
إلهُ كُلِّ تعزيةٍ
كانَ رادامينيس قطًا صغيرًا عندما وضعَهُ مالِكُهُ في ملجأٍ للحيواناتِ، ظنًا منه بأنَّه مريضٌ جدًّا ولن يتعافى. لكنَّهُ تلقَّى عِلاجًا ورعايةً وتعافى وتبنَّاهُ الطَّبيبُ البيطريُّ. ثمَّ أصبحَ بعدَ ذلكَ مُقيمًا بشكلٍ كاملٍ في الملجأٍ ويقضي أيَّامَهُ في تعزيةِ القِطَطِ والكلابِ الَّذينَ خرجوا للتَّوِّ مِن الخضوعِ لجراحةٍ أو الَّذينَ يتعافون من مرضٍ، بحضورِهِ الدَّافئِ وخرخرتِهِ الَّلطيفَةِ.
هذهِ القِصَّةُ هي صورةٌ صغيرةٌ…
أشخاصٌ صعبيِّ المراسِ
تتلقَّى لوسي ورسلي المؤرخةُ البريطانيَّةُ ومقدِّمَةُ البرامجِ التِّليفزيونيَّةِ، في بعضِ الأحيانِ رسائلًا بريديَّةً مؤلِمَةً أو مُهينةً مثلَ معظمِ الشَّخصيَّاتِ العامَّةِ، لكنْ في حالَتِها بعضُ الكلامِ المسيءِ هو بسببِ إعاقةٍ بسيطةٍ في النُّطقِ تجعلُها تنطقُ حرفَ الرَّاءِ وكأنَّهُ واو. كتبَ أحَّدُ الأشخاصِ: "سأكونُ صريحةً يا لوسي، أرجو أن تحاولي تصحيحَ نُطقكِ بجديَّةٍ أكثر أو إزالةِ حرفِ الرَّاءِ من كلامِكِ، لأنه لا…