أرى لاعبتَنا في رياضةِ المشي السَّريعِ تُرحِّبُ بقدومِ الفجرِ كُلَّ يومٍ. وكنتُ أراها أثناءَ توصيلِ أطفالي إلى المدرسةِ بالسَّيارةِ على جانبِ الطَّريقِ وهي مُجهَّزةٌ بسماعتيِّ رأسٍ كبيرتين وجوربين ملونين يصلانِ إلى رُكبتيها وتسيرُ بحركةٍ متناوبةٍ للذَّراعينِ والقدمين، ودائمًا ما تلمَسُ إحدىِ قدميها الأرضَ. هذه الرِّياضَةُ مُختلفةٌ عن العدوِ السَّريعِ أو الرَّكضِ البطيءِ. يتطلَّبُ المشيُ السَّريعُ ضبطَ النَّفسِ وكبحَ ميلِ الجَّسدِ الطَّبيعيِّ إلى الرَّكضِ. وعلى الرَّغمِ مِن أنَّه لا يبدو هكذا، إلَّا أنَّهُ يتطلَّبُ نفسَ القدرِ من الطَّاقةِ والتَّركيزِ والقُوَّةِ الَّتي يتطلَّبُها العدو السَّريعُ أو الرَّكضُ البطيءُ. لكنَّهُ تحتَ السَّيطرةِ.
قوَّةٌ تحتَ السَّيطرةِ، هذا هو المفتاحُ. التَّواضعُ في الكتابِ المُقدَّسِ مثلُ المشيِ السَّريعِ، عادةً ما يُنظرُ إليه على أنَّهُ ضعفٌ. لكنَّ الحقيقةَ ليستْ كذلكَ. التَّواضُعُ ليسَ التَّقليلُ من قُوَّتِنا أو قُدرتِنا، بل هو السَّماحُ بكبحِها مثلُ الذِّراعين والسَّاقين الَّتي يتحكَّمُ بها لاعبُ المشيِّ السَّريعِ في الصَّباحِ الباكرِ وهو يتدرَّبُ.
إنَّ كلماتِ ميخا أن نسلُكَ بتواضعٍ هي دعوةٌ لنا لكبحِ ميلِنا إلى السَّيرِ في المُقدِّمَةِ أمامَ اللهِ (وليسَ خلفَهُ أي اتِّبَاعَهُ). يقول ”مَاذَا يَطْلُبُهُ مِنْكَ الرَّبُّ، إِلاَّ أَنْ تَصْنَعَ الْحَقَّ وَتُحِبَّ الرَّحْمَةَ“ (6: 8)، يُمكِنُ لذلكَ أن يجعَلنا نرغبُ في القيامِ بأمرٍ ما بسرعةٍ. هذا مُبَرَّرٌ لأنَّ الظُّلمَ في عالمِنا طاغٍ. لكنْ يجبُ أن نكونَ تحتَ قيادةِ وتوجيهِ اللهِ. هدفُنا هو أن نرى مشيئتَهُ وأهدافَهُ تتحقَّقُ في فجرِ مملكَتِهِ هُنا على الأرضِ.
– جون بلازيه