تُقَدِّمُ مُؤَسَّسَةٌ في كوريا الجَّنوبِيَّةِ خِدْمَةً اسمُها ”جنازاتٌ مَجَّانِيَّةٌ للأحياءِ“. منذُ أن تَمَّ افتتاحُ هذه المُؤَسَّسَةِ اشتركَ أَكثرُ مِنْ 25000 شخصٍ – مِنْ مُراهقين إلى مُتقاعِدين – في خدماتِ ”جنازاتِ أَحياءٍ“ كبيرةٍ، وهم يأملونَ في تحسينِ حياتِهم مِنْ خلالِ التَّفكيرِ في مَوتِهمِ. يقولُ المسئولون عَنِ الخدمَةِ: ”تَهدفُ محاكاةُ خدماتِ الموتِ والتَّأبينِ إلى إِعطاءِ المشاركين إِحساسًا حقيقيًّا بحياتِهم، وتَحفيزِ الشُّعورِ بالامتنانِ، والمساعَدَةِ على التَّسامُحِ والتَّصالُحِ وإعادَةِ التَّواصُلِ معَ الأُسرَةِ والأَصدقاءِ“.

تُرَدِّدُ الكلماتُ السَّابِقَةُ الحكمَةَ الَّتي قَدَّمَها المُعَلِّمُ الَّذي كَتَبَ سِفرُ الجَّامِعَةِ. ”(الموتُ) نِهَايَةُ كُلِّ إِنْسَانٍ، وَالْحَيُّ (يجبُ أَنْ) يَضَعَهُ فِي قَلْبِهِ“ (الجَّامِعة 7: 2). يُذَكِّرُنا الموتُ بِقِصَرِ الحياةِ وبأنَّنا نَملُكُ قَدرًا مُعَيَّنًا مِنَ الوقتِ كي نَعيشَ ونُحِبَّ بشكلٍ جَيِّدٍ. وبأنَّ (الموتُ) يُخَفِّفُ قَبضتَنا على بعضِ عطايا اللهِ الجَّيدَةِ مثلَ المالِ والعلاقاتِ والمُتَعِ، ويُحَرِّرُنا لنستمتعَ بها هنا والآن ونحنُ نكنزُ لنا ”كُنُوزًا فِي السَّمَاءِ، حَيْثُ لاَ يُفْسِدُ سُوسٌ وَلاَ صَدَأٌ، وَحَيْثُ لاَ يَنْقُبُ سَارِقُونَ وَلاَ يَسْرِقُونَ“ (متَّى 6: 20).

ربَّما يَدفَعُنا تَذَكُّرُ أَنَّ الموتَ قد يأتي في أَيِّ وقتٍ إلى عَدَمِ تأجيلِ زيارتِنا لوالدينا أَو عَدَمِ تأجيلِ قرارِنا لخدمةِ اللهِ بطريقةٍ مُعَيِّنَةٍ، أَو عَدَمِ تفضيلِ العملِ على قضاءِ وقتِ معَ أَولادَنِا. يُمكِنُنا بمعونةِ اللهِ أَن نتعلَّمَ كيفيَّةَ العيشِ بحكمةٍ.

– بوه فانج شيا