عامَ 2021 أَطْلَقَ جيمس وارد مُبتَكِرُ مُدَوَّنَةِ ”أُحِبُّ الأَشياءَ المُمِلَّةِ“، مُؤْتَمَرًا عنوانُه ”مؤتمرٌ مُمِلٌ“. وكانَ مُحتواهُ هو الاحتفالُ بالأُمورِ الأَرضِيَّةِ العادِيَّةِ المَغْفولِ عَنها. تناوَلَ المتكلمونَ في المؤتمر موضوعاتٍ قد تبدو بلا معنى مِثلَ العَطْسِ والأَصواتِ الَّتي تُصدِرُها آلاتُ البيعِ الأُوتوماتيكيَّةِ والطَّابِعاتِ الإلكترونِيَّةِ عام 1999. يَعرِفُ وارد بأنَّ هذه المواضيعقد تكونُ مُمِلَّةً للسامعين لَكِنَّ المتكلمين كانوا قادرين على أَخْذِ موضوعٍ عادِيٍّ للغايةِ وجَعْلِهِ موضوعًا مُمتعًا وذا معنى ومَغزى وحتَّى مُبهِجًا.

منذُ آلافِ السِّنينِ أَطْلَقَ المَلِكُ سليمان أَحْكَمَ المُلوكِ بَحثَهُ الخَاص عَنِ الفَرَحِ في الأُمورِ الأَرضِيَّةِ العادِيَّةِ. سعى وقامَ وامتلكَ وبَحَثَ في العملِ وفي شراءِ القِطعانِ وبناءِ الثَّروَةِ والحصولِ على مُغنيين ومُغنياتٍ وتَشييدِ المباني (الجَّامِعَةُ 2: 4- 9). بعضٌ مِنْ هذهِ الأُمورِ الَّتي سعى وبحثَ فيها كانَتْ جَديرةً بالاحترامِ وبَعضُها لم يكنْ كَذلِكَ. في نهايةِ سَعييه وراءَ المَعنى لم يَجدْ المَلِكُ شيئًا سوى المَلَلِ (عدد 11). اتَّبَعَ واستَمَرَّ سليمانُ في تَبنيِّ وِجهةَ نظرٍ عَالمِيَّةٍ لا تتعدى حُدودَ الخِبرَةِ البشرِيَّةِ الَّتي لا تَشْمَلُ اللهَ. لكِنَّهُ في النِّهايَةِ أَدْرَكَ بأَنَّهُ سَيَجِدُ الفَرَحَ بالأُمورِ العادِيَّةِ فقط عندما يَتَذَكَّرُ ويَعبُدُ اللهَ (12: 1- 7).

عندما نَجِدُ أَنفُسَنا في زوبعةِ المَلَلِ، علينا البدءُ بمُؤتمَرِنا المُصَغَّرِ، وتَذَكُّرُ خالِقَنا (عدد 1) الَّذي يَملأُ الأُمورَ العادِيَّةَ بالمعنى. وسنجدُ وبينما نحنُ نَتَذَكَّرُهُ ونَعْبُدُهُ رَوعَةً في المألوفِ، وامتنانًا لما هو عَادِيٌّ، وفَرحًا في أُمورِ وأَشياءِ الحياةِ الَّتي قد تبدو بلا معنى.

– مارفين ويليامز