وَضَعَ صَاحِبُ مَتْجَرٍ لَافِتَةً كُتِبَ عَليها: ”إِنْ كَسَرتَها تَشْتَريها“، وَذَلِكَ في مُحَاوَلَةٍ لِمَنعِ الأَشخاصِ غَيرِ الحَريصين أَو المُهمَلين مِنْ كَسرِ الأَشياءِ في المَتْجَرِ. كَانَتْ العِبارَةُ الَّلافِتَةُ لِلنَّظَرِ بِمَثَابَةِ تَحذيرٍ للمُتَسَوِّقِين. يُمْكِنُ الآن رُؤيَةُ هَذا النَّوعِ مِنَ الَّلافِتاتِ في العَديدِ مِنَ المَتاجِرِ.

مِنَ المُفَارَقَاتِ، أَن يَتِمَ وَضعُ لَافِتَةٍ مُخْتَلِفَةٍ فِي مَتْجَرِ فَخَّارِيٍّ. تَقولُ الَّلافِتَةُ: ”إن كَسَرتَها سَنَجعَلَها شَيئًا أَفضلَ“. ذَلِكَ هُو مَا كَشَفَ عَنهُ إِرميا بِالضَّبطِ في الأَصحاحِ 18.

زَارَ إِرميا بَيتَ الفَخَّارِيِّ وَرَآه وَهو يُشَكِّلُ الوِعَاءَ الِّذي فَسَدَ، بِيديهِ وَيَتَعَامَلَ مَعَهُ بِحُرصٍ وَيُعيِدُ تَشْكِيلَهُ إِلى وِعَاءٍ آخر ”كَمَا حَسُنَ فِي“ عَينيهِ (عدد 4). يُذَكِّرُنا النَّبيُّ بِأَنَّ اللهَ هُو بِالفِعلِ فَخَّارِيٌّ مَاهِرٌ، وَنَحنُ الطِّينُ. إِنَّهُ قَديرٌ وَيُمْكِنُهُ استخدامُ مَا يَخْلُقُهُ لِتَدميرِ الشَّرِ وَصنعِ الجَمالِ فِينا.

يَستطيعُ اللهُ تَشكِيلَنا حَتَّى عِندما نُفسَدُ أَو نُكْسَرُ. وَيُمْكِنُه كَفَخَّارِيٍّ مَاهِرٍ أَنْ يَصْنَعَ مِنْ أَشلائِنا إِناءًا ثَمينًا. لَا يَنظُرُ اللهُإلى حَياتِنا المَكْسورَةِ أَو إِلى أَخطائِنا وَمَاضِينا كَموادٍ غَيرِ صَالِحَةٍ لِلاستخدامِ. بَل يَلْتَقِطُ أَشلاءَنا وَيُعيدُ تَشكيلَها كَما يَحْسِنُ في عَينَيهِ.

لنا قِيمَةٌ عَظيمَةٌ بِالنِّسبَةِ لِسَيِّدِنا الفَخَّارِيِّ حَتَّى وَنَحنُ مَكسورون. يُمْكِنُ لِحياتِنا المَكْسورَةِ أَنْ تُصْبِحَ في يَدَيهِ آنيةً جَميِلَةً يستطيع الرَّبُّ استخدامَها (عدد 4).

– كاتارا باتون