عِندما نُفَكِّر في المُبَشِّرين الرَّائِدين التَّارِيِخِيِّين، لَا يَخْطُرُ اسمُ جُورج ليلي (1750- 1830) على بَالٍ. رُبَّما يُجِبُ أن يحدثَ ذَلِكَ. لَقد وُلِدَ لِيلي فِي العُبودِيَّةِ وَقَبِلَ المَسيحَ فِي جُورجيا وَحَصَلَ عَلى حُرِّيَتِهِ قَبلَ حَرْبِ الثَّورَةِ الأَمريِكِيَّةِ. وَحَمَلَ رِسالَةَ يَسوع إِلى جَامايكا، حَيثُ خَدَمَ العبيدَ في المُزَارِعِ وَعَمِلَ كَـ راعٍ مُؤَسِّس لِكَنِيسَتين أَفرو أَمريكان“ فِي سَافانا بِـ جُورجيا، تُعْتَبرُ إِحدَاها ”الكَنيسَةُ الأُم لِلمعمدانِيِّين ذَويِ البَشَرَةِ الدَّاكِنَةِ (السُّود)”.

رُبَّما نَسيَ البَعضُ حَياةَ لِيلي الجَّديرةِ بِالمَلاحَظَةِ في خِدْمَةِ المَلَكوتِ، لَكِنَّ خِدْمَتَهُ الرُّوحِيَّةَ لَنْ يَنسَاها اللهُ أَبدًا. وَلَا العَمَلُ الَّذي تَقومُ بِهِ لِلهِ. تُشَجِّعُنا الرِّسَالَةُ إِلى العِبرانِيِّين بِهذهِ الكَلماتِ: ”اللهُ لَيْسَ بِظَالِمٍ حَتَّى يَنْسَى عَمَلَكُمْ وَتَعَبَ الْمَحَبَّةِ الَّتِي أَظْهَرْتُمُوهَا نَحْوَ اسْمِهِ، إِذْ قَدْ خَدَمْتُمُ الْقِدِّيسِينَ وَتَخْدِمُونَهُمْ“ (6: 10). لَا يُمْكِنُ الاستخفافُ بِأَمانَةِ اللهِ أَبَدًا (وَعَدَمُ أَخْذِهَا فِي الحُسبَانِ أو رفضُ تَقديرِها) لِأَنَّ اللهَ يَعْلَمُ حَقًّا وَيَتَذَّكَرُ كُلَّ شَيءٍ تَمَّ القيامُ بِهِ فِي اسمِهِ. لِأَجلِ هذا تُشَجِّعُنَا الرِّسَالَةُ إِلى العِبرانِيِّين عَلى أَنْ نَكونَ ”مُتَمَثِّلِينَ بِالَّذِينَ بِالإِيمَانِ وَالأَنَاةِ يَرِثُونَ الْمَوَاعِيدَ“ (عدد 12).

إِذا خَدمنَا مِنْ وَراءِ الكَوالِيس فِي كَنيسَتِنا أَو مُجْتَمَعِنا، فَقدْ يَكونُ مِنَ السَّهلِ الشُّعورُ بِأَنَّ عَمَلَنا غَيرَ مُقَدَّرٍ. تَشَجَّعْ. فَسَواءٌ اعترفَ النَّاسُ مِن حَولِنا بِعَمَلِنا أَم لَا، فَإِنَّ اللهَ أَمينٌ وَلَنْ يَنسانا أَبدًا.

– بيل كرودر