عَامَ 1799، وَجَدَ كُونراد ريد وَهو فِي الثَّانية ِعَشَرَ من عمرهِ صَخْرَةً كَبيرَةً مُتَلَألِئَةً فِي الجَّدوَلِ الجَّاري عَبْرَ مَزْرَعَةِ أُسْرَتِهِ الصَّغِيرَةِ فِي شِمَالِ كَالِيفورنيا. حَمَلَها إِلى البَيتِ ليُريها لِأَبِيهِ المُزَارِعِ المُهَاجِرِ الفَقيرِ. لَمْ يُدْرِكْ وَالِدُهُ قِيمَةَ الصَّخْرَةِ المُحْتَمَلَةِ وَاسْتَخْدَمَها كَصَدَّادَةٍ لِلبابِ سَارَتْ الأُسْرَةُ بِجَانِبِها لِسَنَواتٍ (دُونَ الانتباهِ لَها وَإِدراكِ قِيمَتِها).

فِي النِّهَايَةِ جَذَبَتْ صَخْرَةُ كونراد، الَّتي هِي فِي الوَاقِعِ كُتْلَةٌ مِنَ الذَّهَبِ وَزْنُها 17 رَطلٌ (7.7 كجم تقريبًا)، عَينَيِّ صَائِغٍ مَحَلِّيٍّ. صَارَتْ أُسْرَةُ رِيد ثَرِيَّةً سَريعًا، وَأَصْبَحَتْ مَزرَعَتُهم أَوَّلَ مَوقِعٍ كَبيرٍ لِلعُثورِ عَلى الذَّهَبِ فِي الولاياتِ المُتَّحِدَةِ.

أَحيَانًا نَمُرُّ بِبَرَكَةٍ وَنَتَجَاوَزُها، وَنَحن عَازِمون وَمُصِرُّونَ عَلى اتِّباعِ خِطَطِنا وَطُرُقِنا الخَاصَّةِ. بَعْدَ سَبْيِ شَعْبِ إِسرائِيل فِي بَابِلْ نَتِيجَةِ عِصيَانِهِم اللهَ، أَعْلَنَ الحُرِّيَّةَ لَهم مَرَّةً أُخرى. وَلَكِنَّه ذَكَّرَهم أَيضًا بِمَا فَقَدوهُ. قَالَ لَهم: ”أَنَا الرَّبُّ إِلهُكَ مُعَلِّمُكَ لِتَنْتَفِعَ، وَأُمَشِّيكَ فِي طَرِيقٍ تَسْلُكُ فِيهِ. لَيْتَكَ أَصْغَيْتَ لِوَصَايَايَ، فَكَانَ كَنَهْرٍ سَلاَمُكَ وَبِرُّكَ كَلُجَجِ الْبَحْرِ“، ثُمَّ شَجَّعَهم عَلى اتِّباعِهِ إِلى حَياةٍ جَديدَةٍ بَعيدًا عَنْ طُرُقِهم القَديمَةِ: ”اُخْرُجُوا مِنْ بَابِلَ، اهْرُبُوا … (و) بِصَوْتِ التَّرَنُّمِ أَخْبِرُوا“  (إِشعياء 48: 17- 18، 20)

إِنَّ تَرَكَ بَابل يَعْني تَرْكَ الطُّرُقِ الخَاطِئَةِ وَالعَودَةَ للهِ الَّذي يَتوقُ لِصُنعِ الخَيرِ معنا، وَذَلِكَ مُهِمُّ لَنا الآن بِقَدرِ مَا كَانَ فِي ذَلِكَ الوقْتِ (بِالنِّسبةِ لِشَعبِ إسرائِيل). يَحْدُثُ هذا (الخَيرُ لَنا فَقط) إِنْ أَطعنَاه وَتَبعنَاه.