”لا! لَمْ أَفْعَلْ ذَلِكَ!“ سَمِعَتْ جِين إنْكَارَ ابنِها المُرَاهِقِ دَانيال بِقَلْبٍ حَزِينٍ لِأَنَّها كَانَتْ تَعْلَمُ بِأَنَّه لَا يَقولُ الحَقِيقَةَ. رَفَعَتْ صَلاةً قَلبِيَّةً سَرِيعَةً إِلى اللهِ قَبلَ أَنْ تَسْأَلَ سِيمون مَرَّةً أُخرى عَمَّا حَدَثَ. لَكِنَّهُ اسْتَمَرَّ فِي إِنْكِارِ أَنَّهُ كَانَ يَكْذِبُ، فَغَضِبَتْ وَرَفَعَتْ يَدَيها (تَعبيرًا عَنْ سَخْطِها). وَقَالَتْ إِنَّها بِحَاجَةٍ إلى الابتعادِ، وَعِنْدَمَا استدارَتْ لِتُغَادِرَ شَعَرَتْ بِيَدٍ عَلى كَتِفِها وَسَمِعَتْ ابنها وَهو يَعْتَذِرُ. لَقَد استجابَ لِتَبْكِيتِ الرُّوحِ القُدُسِ، وَتَابَ.

فِي سِفرِ يُوئيل بِالعَهدِ القَديم دَعا اللهُ شَعْبَهُ إلى تَوبَةٍ حَقِيقيَّةٍ عَنْ خَطاياهم وَهو يُرَحِبُّ بِهم لِيعودوا إليه بِكُلِّ قُلوبِهم (2: 12). لَمْ يَطْلُبْ اللهُ أَعْمَالَ نَدَمٍ ظَاهِريَّةٍ، بَل أَرادَ أَن يُخَفِّفوا مِن تَوَجُّهاتِهم القَاسِيَةِ: ”مَزِّقُوا قُلُوبَكُمْ لاَ ثِيَابَكُمْ“. ذَكَّرَ يُوئِيل شَعْبَ إِسرائِيل بِأَنَّ اللهَ ”رَؤُوفٌ رَحِيمٌ، بَطِيءُ الْغَضَبِ وَكَثِيرُ الرَّأْفَةِ“ (عدد 13).

قَدْ نَجِدُ صُعُوبَةً فِي الاعترافِ بِذنوبِنا، لِأَنَّنا لَا نُريدُ القِيامَ بِذَلِكَ بِسَبَبِ كِبريائِنا. وَرُبَّما نُزَوِّرُ الحَقيقَةَ وَنُبَرِّرُ أَفعالَنا بِأَنَّها كَانَتْ مُجَرَّدَ كِذْبَةٍ بَسيطَةٍ. لَكِن عِندما نُصْغي إِلى حَثِّ اللهِ الَّلطيفِ وَالحَازِمِ عَلى التَّوبَةِ، فَإِنَّهُ يَغْفِرُ لَنا وَيُطَهِّرُنا مِنْ كُلِّ خَطايَانا (يُوحَنَّا الأولى 1: 9). يُمْكِنُنا أَن نَتَحَرَّرَ مِنَ الشُّعورِ بِالذَّنْبِ وَالعَارِ، عَالِمين أَنَّه قَد غُفِرَ لَنا.

– آيمي بوشر باي