لَفَتَتْ زُجَاجَةٌ صَغِيرَةٌ خَضْرَاءٌ فِي قَاعِ النَّهرِ عَينيِّ جِينيفر وَهَي تَغوصُ تَحْتَ المَاءِ عَام 2021. لقد حَصَلْتْ عَلى مَا تَصِفَهُ بِأَنَّهُ ”اكتِشَافٌ يَحْدُثُ مَرَّةً وَاحِدَةً فِي العُمرِ“. كَانَتْ الزُّجَاجَةُ تَحْتَوي عَلى رِسَالَةٍ كَتَبَها شَابٌّ فِي عِيدِ مِيلادِهِ الثَّامِنِ عَشر عَامَ 1926! طَلَبَتْ الرِّسَالَةُ مِنَ الَّذي سَيَجِدُ الرِّسَالَةَ أَنْ يُعِيدَها إِليه. اسْتَخْدَمَتْ جِينيفر الفِيسبوك وَعَثَرَتْ عَلى فَرْدٍ مِنْ عَائِلَةِ الشَّابِّ صَاحِبِ الرِّسَالَةِ. رُغْمَ أَنَّ الشَّابَّ كَانَ قَد تُوفِّيَ عَام 1995 إِلَّا أَنَّ رِسَالَتَهُ المُخَبَّأَةُ فِي الزُّجَاجَةِ جَلَبَتْ الفَرَحَ لِأُسْرَةِ الشَّابِّ وَلجِينيفر.

نَقْرَأُ فِي سِفْرِ المُلوكِ الثَّاني 22: 8 أَنَّ حَلَقِيَّا وَجَدَ شَيئًا غَيرَ عَادِيٍّ عِندما وَجَدَ ”سِفْرَ الشَّرِيعَةِ فِي بَيْتِ الرَّبِّ“. بِسَبَبِ تَعْلِيماتِ المَلِكِ يُوشِيَّا بِتَرمِيمِ بَيْتِ الرَّبِّ (الهَيكَلِ) (عدد 5)، وَجَدَ سِكرتِيرَهُ مَا كَانَ عَلى الأَرْجَحِ نُسْخَةً لِسْفرِ التَّثْنِيَةِ. ”لَمَّا سَمِعَ الْمَلِكُ كَلاَمَ سِفْرِ الشَّرِيعَةِ“ تَأَثَّرَ وَتَضَايَقَ بِشِدَّةٍ (عدد 11). مِثْلَما تَمَّ إِهْمَالُ الهَيكَلِ، أَهْمَلَ الشَّعَبُ اللهَ وَقِراءَةَ وَطَاعَةَ الكِتَابِ المُوحَى بِهِ. قَامَ المَلِكُ بِعَمَلٍ يُعَبِّرُ عَنِ التَّوبَةِ، وَطَهَّرَ الهَيكَلَ مِنَ الأَصْنَامِ وَمِنْ أَيِّ شَيءٍ يُغْضِبُ اللهَ وَهو يَقومُ بِإِصلاحِ شَعْبِهِ (23: 1- 24).

يَحْتَوي كِتَابُنا المُقَدَّسُ اليوم عَلى سِتَّةٍ وَسِتِّين سِفرًا تَكْشِفُ عَنْ حِكْمَةِ اللهِ وَإِرْشَادَاتِهِ، بِمَا فِيها سِفرُ التَّثْنِيَةِ. فَلِيُغَيِّر الرُّوحُ القُدُسُ أَذْهَانَنا وَيُصْلِح طُرُقَنا وَنَحنُ نَقْرَأُها وَنَسْمَعُها. فَلْنْغِص فِي قِصَّةِ الكِتابِ المُقَدَّسِ المُغَيِّرَةِ للحياةِ اليومِ وَنَجِد حِكْمَةً نَسْتَمِرُّ فِي اسْتِكشافِها وَمَعْرِفَتِها طُولَ الحَياةِ!

– توم فلتن