تَمَّ تَطويرُ دِرَاسَةٍ مَعْرُوفَةٍ بِاسم ”اخْتِبَارُ حَلوى الخَطمي (مَارشميلو)“ لِقِياسِ قُدْرَةِ الأَطفالِ عَلى تَأخيرِ إِشباعِ رَغَبَاتِهم. تَمَّ تَقديمُ قُطْعَةِ حَلوى (مَارشميلو) وَاحدةٍ لكل طفل لِيَسْتَمْتِعَ بِها لَكنْ قِيلَ لَهم إِنْ استطاعوا الامتناعَ عَنْ تَنَاولِها مُدَّةَ عَشرِ دَقائق سَيَتِمُّ إِعْطَائِهم قِطْعَةً ثَانِيَةً. تَمَكَّنَ ثِلثُ الأَطفالِ مِنَ الصُّمودِ للحصولِ عَلى المُكَافَأَةِ الأَكبرِ. وَالْتَهَمَها ثِلثٌّ آخر فِي غُضونِ ثَلاثين ثَانِيةٍ!

قَدْ نُصَارِعُ لِإِظْهَارِ ضَبْطِ النَّفْسِ عِنْدَما يُقَدَّمُ لَنا شَيٌ نَرْغَبُ فِيهِ، حَتَّى إن عَرَفْنَا بِأَنَّه سَيَفِيدُنا أَكثر إِن انتظرنا لِلحُصولِ عَليهِ فِي المُسْتَقبلِ. لَكِنَّ بُطْرُسَ حَثَّنا قَائِلًا: ”قَدِّمُوا فِي إِيمَانِكُمْ … تَعَفُّفًا (ضَبطًا للنَّفْسِ)“ (بُطْرُس الثَّانية 1: 5- 6). حَثَّ بُطْرُسُ قُرَّاءَهُ بَعْدَما تَمَسَّكَ بِإِيمانِهِ بِيسوع، وَيَحُثُّنا نَحْنُ مَعَهم عَلى الاستمرارِ فِي الصَّلاحِ وَالمَعْرِفَةِ وَالمُثَابَرَةِ وَالتَّقوى وَالمَوَدَّةِ وَالمَحَبَّةِ وَالعَمَلِ عَلى إِكثارِ تِلكَ الفَضَائِلِ كَدليلٍ عَلى إِيمانِنا (الأَعداد 5- 8).

رُغْمَ أَنَّ تِلْكَ الفَضَائِلِ لَا تُكسِبُنا نِعْمَةَ وَفَضَلَ اللهَ وَلَا تُؤَّمِّنُ لَنا مَكَانًا فِي السَّماءِ، إِلَّا أَنَّها تُظْهِرُ لِأَنْفُسِنا وَلِمَنْ نَتَعَامَلُ مَعَهم حَاجَتِنا لِمُمَارَسَةِ ضَبْطِ النَّفْسِ بِمَعُونَةِ اللهِ الَّذي يُوَفِّرُ لَنا الحِكْمَةَ وَالقُوَّةَ لِنَفْعَلَ ذَلِكَ. وَأَفْضَلَ مِنَ ذَلِكَ أيضًا ”أَنَّ قُدْرَتَهُ الإِلهِيَّةَ قَدْ وَهَبَتْ لَنَا كُلَّ مَا هُوَ لِلْحَيَاةِ وَالتَّقْوَى“، وَهَبَتْ لَنا حَيَاةً تُرضِيهِ بِقُوَّةِ الرُّوحِ القُدُسِ (عدد 3).

– كيرستن هولمبرج