كُنْتُ أَنا وَزَوجَتِي نَقُومُ بِتَنْظِيفِ بَيْتِنا قَبْلَ اسْتِقبالِ بَعْضِ الضُّيوفِ. لَاحَظْتُ وجودَ بَعْضِ البُقَعِ الدَّاكِنَةِ عَلى بَلاطِ أَرْضِ مَطْبَخِنَا الأَبْيَضِ، مِنَ النَّوعِيَّةِ الَّتي تَتَطَلَّبُ الرُّكُوعَ عَلى رُكْبَتَيَّ لِإِزَالَتِها.
لكن سُرْعَانَ مَا اكْتَشَفْتُ وَأَنا أَتَوَغَّلُ فِي عَمَلِيَّةِ التَّنْظِيفِ أَنَّني أَغْرَقُ فِيها أَكْثَرَ وَأَكْثَرَ، فَكُلَّما نَظَّفْتُ وَأَزَلْتُ بَعْضَ البُقَعِ أُلَاحِظُ المَزِيدَ مِنْها. بَدَتْ أَرْضُ مَطْبَخِنَا فَجْأَةً قَذِرَةً بِشَكْلٍ يَسْتَحِيلُ تَنْظِيفُهُ. وَأَصْبَحَتُ أُدْرِكُ مَعَ مُرورِ كُلِّ لَحْظَةٍ أَنَّهُ لَا يُمْكِنُني تَنْظِيفُ تِلْكَ الأَرْضِ تَمامًا.
يَقُولُ الكِتَابُ المُقَدَّسُ أَمْرًا مُشَابِهًا عَنْ تَطْهيرِ النَّفْسِ: إِنَّ أَقْصَى جُهودِنَا لِلتَّعَامُلِ مَعَ الخَطِيَّةِ بِمُفْرَدِنا دَائِمًا مَا تَفْشَلُ وَلَا تَكُونُ كَافِيَةً. كَتَبَ إِشْعِياءُ عَمَّا يَبْدُو إِنَّهُ يَنُمُّ عَنْ يَأْسِ شَعْبِ اللهِ الَّذي يَخْتَبِرُ خَلاصَهُ: ”قَدْ صِرْنَا كُلُّنَا كَنَجِسٍ، وَكَثَوْبِ عِدَّةٍ كُلُّ أَعْمَالِ بِرِّنَا“ (عَدَدُ 6).
لَكِنَّ إِشْعِياءَ كَانَ يَعْلَمُ بِأَنَّ هُنَاكَ رَجَاءٌ مِنْ خِلالِ صَلاحِ اللهِ. لِذَلِكَ صَلَّى: ”الآنَ يَا رَبُّ أَنْتَ أَبُونَا. نَحْنُ الطِّينُ وَأَنْتَ جَابِلُنَا“ (عَدَدُ 8). وَعَرَفَ أَنَّ اللهَ وَحْدَهُ يُمْكِنُهُ أَنْ يُطَهِّرَ مَا لَا يُمْكِنُنا تَطْهِيرُهُ، حَتَّى “ تَبْيَضُّ كَالثَّلْجِ“ أَقْوى وَأَعْمَقَ البُقَعِ (1: 18).
لَا يُمْكِنُنا إِزَالَةُ أَوْسَاخِ وَبُقَعِ الخَطِيَّةِ مِنْ نُفُوسِنا. شُكْرًا لِلرَّبِّ، لِأَنَّهُ يُمْكِنُنا نَوالُ الخَلاصِ مِنْ خِلالِ تَضْحِيَتِهِ الِّتي تَسْمَحُ لَنا بِأَنْ نَتَطَهَّرَ تَمَامًا (يُوحَنَّا الأولى 1: 7).
– آدم آر. هولز