يُعْتَبَرُ الانْتِقَالُ مِنْ أَكْبَرِ الضُّغوطِ الَّتي نُوَاجِهُها فِي الحَياةِ. لَقَدْ انْتَقَلْنَا إِلى مَنْزِلِنا الحَالِيِّ بَعْدَ أَنْ عِشْتُ فِي مَنْزِلِنا الأَوَّلِ بِمُفْرَدي لِثَمَانِي سَنَوَاتٍ قَبْلَ زَواجِي. ثُمَّ انْتَقَلَ زَوجِي لِلعَيشِ مَعي بِكُلِ أَغْرَاضِهِ. فِي وَقْتٍ لَاحِقٍ أَنْجَبْنَا طِفْلَنا وَذَلِكَ مَعْنَاهُ المَزِيدَ مِنَ الأَغْرَاضِ.

لَمْ يَكُنْ يَومُ انْتِقَالِنا إِلى المَنْزِلِ الجَّديدِ دُونَ أَحْدَاثٍ غَيرِ مُتَوَقَّعَةٍ. فَقَبْلَ خَمْسِ دَقَائِقٍ مِنْ وصولِ النَّاقِلينَ، كُنْتُ لَا أَزَالُ أَنْتَهي مِنْ إِعْدَادِ مَخْطُوطَةِ كِتَابٍ. وَكَانَ المَنْزِلُ الجَّديدُ بِهِ دَرَجٌ أكثر مِنَ القَديمِ بِكَثِيرٍ لِذَلِكَ كُنْتُ أَحْتَاجُ إِلى ضِعْفِ الوَقْتِ وَضِعْفِ عَدَدِ النَّاقِلينَ (الَّذينَ يَقُومونَ بِنَقْلِ الأَغْراضِ وَالأَثَّاثِ) عَمَّا هُوَ مُخَطَّطٌ.

لَكِنِّي لَمْ أَشْعُرْ بِالضَّغْطِ أَو التَّوَتُّرِ بِسَبَبِ أَحْدَاثِ ذَلِكَ اليَومِ. ثُمَّ فَهِمْتُ لِمَاذا كُنْتُ هَادِئَةً، لَقَدْ أَمْضَيتُ سَاعَاتٍ طَويلَةٍ لِلانْتِهَاءِ مِنْ كِتَابَةِ كِتَابٍ مَليءٍ بِالنُّصوصِ وَالمَفَاهِيمِ الكِتَابِيَّةِ. وَانْسَكَبْتُ وَتَأَمَّلْتُ فِي الكِتَابِ المُقَدَّسِ وَصَلَّيتُ وَكَتَبْتُ لِأُوفِي بِمَوعِدِ التَّسليمِ النِّهائِيِّ لِلْعَمَلِ. لِذَلِكَ أُؤْمِنُ بِأَنَّ مُفْتَاحَ (هُدُوئي) كَانَ انْغِمَاسِي فِي الكِتَابِ المُقَدَّسِ وَالصَّلاةِ.

كَتَبَ بُولُسُ: ”لاَ تَهْتَمُّوا بِشَيْءٍ، بَلْ فِي كُلِّ شَيْءٍ بِالصَّلاَةِ وَالدُّعَاءِ مَعَ الشُّكْرِ، لِتُعْلَمْ طِلْبَاتُكُمْ لَدَى اللهِ“ فِيلِبِّي 4: 6). عِنْدَمَا نُصَلِّي وَنَفْرَحُ فِي الرَّبِّ (عَدَدُ 4)، نُعِيدُ تَرْكِيزَ ذِهْنِنَا مِنْ عَلى المُشْكِلَةِ إِلى اللهِ عَائِلُنا. فَلْنَسْأَلِ اللهَ أَنْ يُسَاعِدَنا عَلى التَّعَامُلِ مَعَ الضُّغوطِ وَنَحْنُ مُتَواصِلونَ مَعَهُ، كَيما نَنَالَ السَّلامَ الَّذي ”يَفُوقُ كُلَّ عَقْل“ (عَدَدُ 7).

– كَاتارا باتون