فِي كِتَابِ ”الفِيزياءِ“ يَسْأَلُ تشارلِز رِيبورج مَان وَجُورج رَانْسوم تويس، هَذا السُّؤالَ: ”عِنْدَما تَسْقُطُ شَجَرَةٌ فِي غَابةٍ خَاوِيَةٍ وَلَا يُوجَدُ حَيوانٌ بِالقُرْبِ مِنْها لِيَسْمَعَها، هَل تُصْدِرُ صَوتًا (أَثْناءَ سُقُوطِها)؟“ عَلى مَرِّ السِّنينِ أَثَارَ هَذا السُّؤالُ مُنَاقَشَاتٍ فَلْسَفِيَّةٍ وَعِلْمِيَّةٍ حَولَ الصَّوتِ وَالإِدْرَاكِ وَالوجودِ. مَعَ ذَلِكَ، لَمْ تَظْهَرْ إِجَابَةٌ نِهَائِيَّةٍ بَعْدَ.

ذَاتَ لَيْلَةٍ كُنْتُ أَشْعُرُ بِالوَحْدَةِ وَالحُزْنِ بِسَبَبِ مُشْكِلَةٍ لَمْ أُشَارِكْ بِها أَحَدًا، تَذَكَّرْتُ هَذا السُّؤالَ. فَفَكَّرْتُ، عِنْدَما لَا يَكُونُ هُنَاكَ مَنْ يَسْمَعُ صُراخي وَطَلَبي لِلمُسَاعَدَةِ، هَلْ يَسْمَعُ اللهُ؟

فِي مُوَاجَهَةِ خَطَرِ المَوتِ وَسِيَادَةِ الضِّيقِ، رُبَّما شَعَرَ كَاتِبُ المَزْمُورِ بِأَنَّهُ مَتْرُوكٌ. لِذَلِكَ تَكَلَّمْ إِلى اللهِ وَهُو عَالِمٌ بِأَنَّهُ يَسْتَمِعُ وَسَيُسَاعِدُهً. كَتَبَ: ”الرَّبَّ يَسْمَعُ صَوْتِي، تَضَرُّعَاتِي. لأَنَّهُ أَمَالَ أُذْنَهُ إِلَيَّ“ (العَدَدَان 1- 2). عِنْدَمَا لَا يَعْرِفُ أَحَّدٌ أَلَمَنا، اللهُ يَعْرِفُ. عِنْدَمَا لَا يَسْمَعُ أَحَدٌ صُرَاخَنَا، اللهُ يَسْمَعُ.

مَعْرِفَةُ أَنَّ اللهَ سَيُرينا مَحَبَّتَهُ وَحِمَايَتَهُ، تُمَكِّنَّا مِنْ أَنْ نَكُونَ فِي رَاحَةٍ وَسَلامٍ خِلالَ الأَوقَاتِ الصَّعْبَةِ (عَدَدُ 7). تَصِفُ الكَلِمَةُ العِبْرِيَّةُ (مَانُوخ) المُتَرْجَمَةُ ”رَاحة“، مَكَانَ هُدوءٍ وَأَمَانٍ. يُمْكِنُنا أَنْ نَكُونَ فِي سَلامٍ وَقُوَّةٍ بِضَمَانِ حُضُورِ اللهِ وَمَعُونَتِهِ.

أَدىَ السُؤاَل الَذي طَرَحهُ مَان وتويس إلى إِجَاباتٍ عَديدْة. لَكِنَّ الإِجَابة على سُؤال: هل الله يَسمَع؟ هي ببسَاطةٍ نَعَم.

– كَارين هوانج