رَأَى مُدَرِّبُ سِبَاحَةٍ فِي نِيوجيرسي سَيَّارَةً تَغْرَقُ فِي خَليجِ نِيوارك وَسُمِعَ صَوتُ السَّائِقِ دَاخِلِها يصْرُخُ قَائِلًا ”لَا يُمْكِنُني السِّبَاحَةُ“ بَينما كَانَتْ سَيَّارَتُهُ الرِّيَاضِيَّةُ تَغْرَقُ سَرِيعًا فِي المِيَاهِ العَكِرَةِ. بينما يُشَاهِدُ جُمهورٌ مَا يَحْدُثُ مِنَ الشَّاطِئِ، رَكَضَ أَنْتوني إِلى الصُّخُورِ بِجَانِبِ الحَافَّةِ وَخَلَعَ سَاقَهُ الصِّناعِيَّةَ وَقَفَزَ لِإِنْقَاذِ الرَّجُلِ البَالِغِ مِنَ العُمْرِ ثَمَانِيَةً وَسِتِّينَ عَامًا، سَاعَدَهُ وَأَخْرَجَهُ بِأَمَانٍ لِلبَرِّ. بِفَضْلِ عَمَلِ أَنْتوني الحَاسِمِ أُنقِذَ رَجُلٌ آخَرٌ.

إِنَّ اخْتِيَاراتِنا هَامَّةٌ (وَتُهِمُّ). فَكِّرْ فِي يَعقوب (الَّذي مِنَ الآباءِ) وَالِدِ العَديدِ مِنَ الأَبْنَاءِ، الَّذي فَضَّلَ بِشَكْلٍ عَلَنِيِّ ابْنَهُ يُوسُفَ البَالِغِ مِنَ العُمْرِ سَبْعَةَ عَشَرَ عَامًا. وَصَنَعَ بِغَيرِ حِكْمَةٍ ”لَهُ قَمِيصًا مُلَوَّنًا“ (التَّكوين 37: 3). وَكَانَت النَّتيجَةُ كَرَاهِيَّةَ إِخْوَتِهِ لَهُ (عَدَدُ 4)، وَعِنْدَما سَنَحَتْ لَهم الفُرْصَةَ بَاعوهُ لِلعُبُودِيَّةِ (عَدَدُ 28). لَكِنْ بِسَبَبِ بَيعِهِ كَعَبدٍ فِي مِصْر، اسْتَخْدَمَهُ اللهُ لِإِبْقَاءِ حَيَاةِ عَائِلَةِ يَعقوب وَآخرين غَيرِهم خِلالَ سَنَواتِ المَجَاعَةِ السَّبْعِ، وَذَلِكَ رُغْمَ أَنَّ نِيَّةَ إِخْوَتِهِ كَانَتْ إِيذَاءَهُ (اقْرَأْ 50: 20). وَكَانَ الاخْتِيَارُ الَّذي حَرَّكَ كُلَّ شَيءٍ هُو قَرارُ يُوسف بِأَنْ يَكُونَ شَريفًا (وَطَاهِرًا) وَيَهْرِبَ مِنْ زَوجَةِ فُوطيفار (39: 1- 12). وَكَانَتْ النَّتِيجَةُ هِي إِرْسَالَهُ إِلى السِّجْنِ (39: 20) وَفِي النِّهايَةِ لِقَاءَهُ مَعَ فِرعون (الأَصْحَاحُ 41).

رُبَّما كَانَ أَنْتوني يَتَمَتَّعُ بِمَهارَةِ السِّبَاحَةِ، إِلَّا أَنَّهُ كَانَ لَا يَزَالُ عَلَيهِ أن يَخْتَارَ مَا سَيَفْعَلهُ. عِنْدَمَا نُحِبُّ اللهَ وَنَسْعَى لِخِدْمَتِهِ، يُسَاعِدُنَا عَلى اتِّخَاذِ قَرارَاتٍ حَيَوِيَّةٍ تُكْرِمهُ وَتُمَجِّدهُ. إِنْ لَمْ نَقُمْ بِذَلِكَ بِالفِعْلِ، يُمْكِنُنا أن نبدأ الآن بِإِعْلانِ الثِّقَةِ فِي يَسوع.

– أليسون كيدا