اخْتِيَارَاتُنا هَامَّةٌ
رَأَى مُدَرِّبُ سِبَاحَةٍ فِي نِيوجيرسي سَيَّارَةً تَغْرَقُ فِي خَليجِ نِيوارك وَسُمِعَ صَوتُ السَّائِقِ دَاخِلِها يصْرُخُ قَائِلًا "لَا يُمْكِنُني السِّبَاحَةُ" بَينما كَانَتْ سَيَّارَتُهُ الرِّيَاضِيَّةُ تَغْرَقُ سَرِيعًا فِي المِيَاهِ العَكِرَةِ. بينما يُشَاهِدُ جُمهورٌ مَا يَحْدُثُ مِنَ الشَّاطِئِ، رَكَضَ أَنْتوني إِلى الصُّخُورِ بِجَانِبِ الحَافَّةِ وَخَلَعَ سَاقَهُ الصِّناعِيَّةَ وَقَفَزَ لِإِنْقَاذِ الرَّجُلِ البَالِغِ مِنَ العُمْرِ ثَمَانِيَةً وَسِتِّينَ عَامًا، سَاعَدَهُ وَأَخْرَجَهُ بِأَمَانٍ لِلبَرِّ. بِفَضْلِ عَمَلِ أَنْتوني…
ابْقَ عَلى اتِّصالٍ
اعْتَادَتْ مَادْلِين عَلى الاتِّصَالِ بِوَالِدَتِها أُسْبُوعِيًّا. وَعِنْدَمَا وَصَلَتْ (وَالدتُها) إِلى سَنَواتِ عُمْرِها الأَخيرةِ، اتَّصَلَتْ هَذِهِ الكَاتِبَةُ الَّتي تَكْتِبُ فِي الأمورِ الرُّوحِيَّةِ، بِوالِدَتِها مِرَارًا وَتِكرارًا، "كَي تَبقَى عَلى اتِّصالٍ (وَتَواصُلٍ مَعَها)". بِنَفْسِ الطَّريقَةِ أَحَبَّتْ مَادلين تَواصُلَ أَولادِها مَعَها وَاتِّصَالَهم بِها وَحِفَاظَهم عَلى دَيمومَةِ العَلاقَةِ مَعَها. فِي بَعْضِ الأَحْيانِ تَكونُ المُحَادَثَاتُ طَّويلَةُ وَمَليئَةً بِالأَسْئِلَةِ وَالأَجْوبَةِ المُهِمَّةِ. وَفِي أَحْيانٍ أُخْرَى يَكونُ هَدَفُ إِجْرَاءِ…
أَنْتَ مَسْمُوعٌ
فِي كِتَابِ "الفِيزياءِ" يَسْأَلُ تشارلِز رِيبورج مَان وَجُورج رَانْسوم تويس، هَذا السُّؤالَ: "عِنْدَما تَسْقُطُ شَجَرَةٌ فِي غَابةٍ خَاوِيَةٍ وَلَا يُوجَدُ حَيوانٌ بِالقُرْبِ مِنْها لِيَسْمَعَها، هَل تُصْدِرُ صَوتًا (أَثْناءَ سُقُوطِها)؟" عَلى مَرِّ السِّنينِ أَثَارَ هَذا السُّؤالُ مُنَاقَشَاتٍ فَلْسَفِيَّةٍ وَعِلْمِيَّةٍ حَولَ الصَّوتِ وَالإِدْرَاكِ وَالوجودِ. مَعَ ذَلِكَ، لَمْ تَظْهَرْ إِجَابَةٌ نِهَائِيَّةٍ بَعْدَ.
ذَاتَ لَيْلَةٍ كُنْتُ أَشْعُرُ بِالوَحْدَةِ وَالحُزْنِ بِسَبَبِ مُشْكِلَةٍ لَمْ أُشَارِكْ بِها…
بَحْثُ الجَّدَّةِ
اسْتَخْدَمَ البَاحِثون بِجَامِعَةِ إِيموري الفَحْصَ بِاسْتِخْدَامِ التَّصْويرِ بِالرَّنِينِ المَغْنَاطِيسيِّ لِدِرَاسَةِ أَدْمِغَةِ الجَّدَّاتِ. وَقَاموا بِقِيَاسِ الاسْتِجَابَاتِ العَاطِفِيَّةِ لِلصُّورِ الَّتي تَضَمَّنَتْ أَحْفَادَهُم وَأبَنْاءَهَم البَالِغين وَطِفْلٍ وَاحِدٍ مَجْهولٍ. أَظْهَرَتْ الدِّرَاسَةُ أَنَّ الجَّدَّاتِ لَدَيهُنَّ مَشَاعِرًا تِجَاهَ أَحْفَادِهُن أَكْبَرَ حَتَّى مِنْ أَولادِهُنَّ البَالِغين. يُعْزَى ذَلِكَ إِلى مَا يُسَمِّيهِ البَاحِثون "عَامِلَ الجَّاذِبِيَّةِ وَالافْتِتَانِ (بَراءَةِ وَضَعْفِ وَصِغَرِ الأَطْفَالِ تَجْذِبُ اهْتِمَامَنا وَتَعَاطُفَنَا بِشَكْلٍ أَكْبَرٍ)"، وَذَلِكَ يَجْعَلُ أَحْفَادَهُنَّ مَحْبُوبين…
يَتَذَكَّرُ اللهُ الأَسْمَاءَ
قَابَلْتُ يَومَ الأَحَدِ بَعْدَما بَدَأَتُ العَمَلَ كَقَائِدَةٍ لِلشَّبَابِ فِي إِحْدَى الكَنَائِسِ، عَدَدًا مِنَ الشَّبابِ، وَتَحَدَّثَتُ مَعَ مُرَاهِقَةٍ كَانَتْ جَالِسَةً بِجِوارِ وَالِدَتِها. أَلْقَيتُ التَّحِيَّةَ عَلى الشَّابَّةِ بِابْتِسَامَةٍ وَدَعَوتُها بِاسْمِها، وَسَأَلْتُها عَنْ حَالِها. رَفَعَتْ رَأَسَها وَاتَّسَعَتْ عَيناها البُنِّيَتَانِ الجَّمِيلَتَانِ وَابْتَسَمَتْ هِي أَيْضًا وَقَالَتْ بِصَوتٍ خَفِيضٍ: "أَنْتِ تَتَذَكَّرينَ اسْمي". لَقَدْ بَدَأَتُ عَلاقَةَ ثِقَةٍ بِمُجَرَّدِ دَعْوَةِ تِلْكَ الفَتَاةِ الشَّابَّةِ باسْمِها – فَتَاةٌ رُبَّمَا شَعَرَتْ…
مَنْ أَنَا؟
فِي عَامِ 1859، أَعْلَنَ جَوشوا أَبراهام نُورتون نَفْسَهُ إِمْبرَاطورًا لِلوِلايَاتِ المُتَّحِدَةِ. كَان نُورتون قَد جَنى وَفَقَدَ ثَروَتَهُ فِي النَّقْلِ البَحْرِيِّ بِـ سَانْ فَرَانْسيسكو، لَكِنَّهُ أَرادَ لِنَفْسِهِ هُوِيَّةً جَديدَةً، وَهِي: أَوَّلُ إِمْبراطورٍ لِأَمْريكا. ضَحِكَ مُعْظَمُ النَّاسِ عِنْدَمَا طَبَعَتْ جَريدَةُ سَاْن فرانسيسكو المَسائِيَّةُ إِعْلانَ نُورتون عَنْ نَفْسِهِ أَنَّهُ "إِمْبراطور". أَصْدَرَ نُورتون تَصْريحاتٍ تَهْدِفُ إِلى حَلِّ وَتَصْحِيحِ مُشْكِلاتِ المُجْتَمَعِ وَصَكِّ عمْلَتِهِ الخَاصَّةِ، وَحَتَّى…
اسْتِكْشَافُ النُّجومِ
عَامَ 2021، أَدَى جُهْدٌ مُتَعَدِّدُ الأَطْرَافِ إِلى إِطْلَاقِ تِلِسْكُوبِ جِيمس ويب الفَضَائِيِّ الَّذي تَمَّ إِرْسَالُهُ وَوَضْعُهُ عَلى بُعدِ مَليونِ مِيلٍ (1.6 مِلْيونِ كِم) مِنَ الأَرْضِ لِاسْتِكْشَافِ الكَونِ بِشَكْلٍ أَفْضَلٍ. سَيُحَدِّقُ هَذَا التِّلِسكوب الأُعْجُوبَةُ فِي أَعْمَاقِ الفَضَاءِ وَيَتَفَحَّصُ النُّجومَ وَالعَجَائِبَ السَّمَاوِيَّةَ الأُخْرَى.
هَذِهِ القِطْعَةَ الفَلَكِيَّةَ مِنَ التِّكْنولُوجيا رَائِعَةٌ حَقًّا، وَإِذَا نَجَحَ كُلُّ شَيءٍ فَسَوفَ تُزَوِّدُنا بِصُورٍ وَمَعْلُومَاتٍ مُذْهِلَةِ. لَكِنَّ مُهِمَّتَها لَيْسَتْ…
قِيَادَةٌ مُحِبَّةٌ
أَحَّدُ مَقْاطِعُ الفِيديو الَّذي انْتَشَرَ كَالنَّارِ فِي الهَشيمِ لِدِبَّةٍ أُمٍّ تُحَاوِلُ نَقْلَ دَيَاسِمِها الصِّغَارِ (أَطْفَالَها) عَبْرَ شَارِعٍ مُزْدَحِمٍ، جَعَلَني أَبْتَسِمُ. كَانَ مِنَ المُمْتِعِ مُشَاهَدَتِها وَهِي تَلْتَقِطُ صِغَرِها وَتَحَمِلُهم وَاحِدًا بَعْدَ الآخرِ وَتَعْبُرُ بِهم الشَّارِع، لِتَجَعْلَ دَيَاسِمَها (أَطْفَالَها) تَتَجَوَّلُ مَرَّةً أُخْرى عَلى الجَانِبِ الآخر.
عَمَلُ الأُمومَةِ (وَالأُبوةِ) الدَّؤوبُ المُتَمَثِّلُ فِي الفِيديو يُطَابِقُ الصُّورَةَ الَّتي اسْتَخْدِمَها بُولس لِيصفَ رِعَايَتَهِ لِلنَّاسِ فِي كَنِيسَةِ…
مِنْ أَجْلِ الحُبِّ
الرَّكْضُ فِي سِبَاقِ المَارَاثون يَدورُ حَولَ دَفْعِ نَفْسِكَ جَسَدِيًّا وَعَقْلِيًّا. لَكِنْ بِالنِّسْبَةِ لِطَالِبَةٍ فِي المَدْرَسَةِ الثَّانَوِيَّةِ يَدُورُ التَّنَافُسُ فِي سِبَاقِ الضَّاحِيَةِ حَولَ دَفْعِ شَخْصٍ آخر. فَفِي كُلِّ تَدْريبٍ وَلِقَاءٍ تَدْفَعُ سُوزانُ بِرجمان البَالِغَةِ مِنَ العُمْرِ 14 عَامًا أَخِيها الأكْبَرِ فِي كُرْسِيهِ المُتَحَرِّكِ. عِنْدَما كَانَ جِيفري يَبْلُغُ مِنَ العُمْرِ 24 شَهْرًا تَعَرَّضَ لِسَكْتَةٍ قَلْبِيَةٍ أَحْدَثَتْ تَلفًا شَديدًا وَشَلَلًا فِي الدِّمَاغِ. تُضَحِّي…
كَيفَ هِي قِيَادَتِي؟
صَرَخْتُ وَصِحْتُ عِنْدَمَا اعْتَرَضَتْ فَجْأَةً شَاحِنَةُ الإِصْلاحِ طَريقي وَدَخَلَتْ أَمامي.
عِنْدَها رَأَيْتُ الرِّسَالَةَ (المَكْتُوبَةَ عَليها): "كَيفَ هِي قِيَادَتِي؟" وَبِجَانِبِها رَقَمُ هَاتِفٍ. الْتَقَطَتُ هَاتِفي وَاتَّصَلْتُ بِالرَّقَمِ. سَأَلَتْني المَرْأَةُ (الَّتي رَدَّتْ عَليَّ) عَنْ سَبَبِ اتِّصالِي، فَعَبَّرتُ لَها عَنْ غَضَبِي وَاسْتِيَائِي. فَأَخَذَتْ رَقَمَ سَيَّارَةِ الإِصْلَاحِ. ثُمَّ قَالَتْ لِي بِضَجَرٍ: "كَمَا تَعْلَمُ، يُمْكِنُكَ دَائِمًا الاتِّصَالُ لِلإِبْلاغِ عَنْ شَخْصٍ يَقُودُ بِشَكْلٍ جَيِّدٍ".
أُووه. عَلى الفَورِ…