كَتَبَتْ شَاعِرَةُ القَرْنِ التَّاسِعِ عَشَرَ إِيميلي دِيكنسون: ”أَقيسُ كُلَّ حُزْنٍ أَلْقَاهُ/ بِعَينٍ ثَاقِبَةٍ مُحَقِّقَةٍ/ أَتَسَاءَلُ إِنْ كَانَ شَديدًا مِثْلُ حُزْنِي/ أَمْ هُو أَقَلُّ“. القَصِيدَةُ هِي تَأَمُّلٍ مُؤَثِّرٍ يَحْكي كَيفَ يَحْمِلُ النَّاسُ الطُّرُقَ الفَريدَةَ الَّتي جُرِحوا بِها خِلالَ حَيَاتِهم. تَخْلُصُ دِيكنسون بِتَرَدُّدٍ إِلى نَتِيجَةٍ مَفَادُها، أَنَّ عَزَاءَها الوَحيدَ هُو فِي رُؤْيَةِ جِرَاحِها فِي جِرَاحِ المُخَلِّصِ فِي الجُلْجُثَةِ: ”مَا زِلْتُ مَفْتَونَةً بِفِكْرَةِ أَنَّ بَعْضَ جِرَاحِهِ هِي مِثْلُ جِرَاحِي“.

يَصِفُ سِفْرُ الرُّؤيا مُخَلِّصُنا يَسوعَ بِأَنَّهُ ”خَرُوفٌ قَائِمٌ كَأَنَّهُ مَذْبُوحٌ“ (5: 6؛ اقْرَأْ عَدَدَ 12)، مَا زَالَتْ جِرَاحُهُ ظَاهِرَةٌ. لَقَدْ جُرحَ مِنْ خِلالِ حَمْلِ خَطَايَا وَأَحْزَانِ شَعْبِهِ (بُطْرُسُ الأُولى 2: 23- 25)، لِكَي تَكونَ لَدَيهم حَيَاةٌ جَديدَةٌ وَرَجَاءٌ.

يَصِفُ سِفْرُ الرُّؤْيَا يَوْمًا سَيَمْسَحُ فِيهِ المُخَلِّصُ كُلَّ دَمْعَةٍ مِنْ عُيونِ أَبْنَائِهِ (21: 4). لَا يُقَلِّلُ يَسوعُ مِنْ شِدَّةِ أَلَمِهم بَلْ يَرَى وَيَعْتَني بِحَقٍّ بِالحُزْنِ الفَريدِ الخَاصِّ بِكُلٍّ شَخْصٍ أَثْنَاءَ دَعْوَتِهِ إِلى الحَيَاةِ وَالشِّفَاءِ فِي مَلَكُوتِهِ حَيثُ ”لاَ يَكُونُ حُزْنٌ وَلاَ صُرَاخٌ وَلاَ وَجَعٌ فِي مَا بَعْدُ“ (عَدَدُ 4). وَيَتَدَفَّقُ المَاءُ الشَّافِي ”مِنْ يَنْبُوعِ مَاءِ الْحَيَاةِ مَجَّانًا“ (عَدَدُ 6؛ اقْرَأْ 22: 2).

يُمْكِنُنا أَنْ نَجِدَ الرَّاحَةَ وَالشِّفَاءَ فِي مَلَكوتِ مُخَلِّصِنا لِأَنَّهُ حَمَلَ كُلَّ أَحْزَانِنا.

–  مُونيكا لا روز